الجمعة، 25 سبتمبر 2009

أميركا : لا تأثير يذكر على الهجرة من الشرق الأوسط:حسن عبد العال

أميركا : لا تأثير يذكر على الهجرة من الشرق الأوسط
حسن عبدالعال
26-9-2009م
مع اقتراب الذكرى السنوية الأولى لهجمات الحادي عشر من أيلول 2001 ، نشر في واشنطن تقرير أمريكي خاص بالهجرة الحديثة إلى الولايات المتحدة من بلدان الشرق الأوسط 0 وينقسم التقرير الصادر عن " مركز دراسات الهجرة " إلى قسمين ، الأول خاص بتاريخ الهجرة المذكورة من عام 1970 إلى عام 2000 ، وبأعداد المهاجرين الذين تم استقبالهم في الولايات المتحدة على امتداد الثلث الأخير من القرن المنصرم 0 والثاني خاص بالتوجهات الاستراتيجية المقررة من قبل دائرة الهجرة الأميركية بخصوص تنظيم موجات الهجرة القادمة من الشرق الأوسط وشمال افريقيا إلى الولايات المتحدة حتى نهاية عام 2001 .التقرير في شقه الأول عادي ، وهو نوع من العرض التاريخي لموجة الهجرة الحديثة إلى الولايات المتحدة من بلدان الشرق الأوسط خلال الثلث الأخير من القرن المنصرم ، ويتضمن جدولا بالحصص السنوية التي تمت على امتداد الفترة المعنية ، بالاضافة إلى العدد الإجمالي للمهاجرين الذي وصل حتى نهاية عام 2000 إلى مليون ونصف المليون مهاجر.أما التقرير في شقه الثاني ، الذي يتضمن المخططات التنظيمية المقررة من قبل دائرة الهجرة الأميركية خلال العقد الحالي ، فأقل ما يمكن قوله بأنه مفاجئ ووقعه غير عادي في ظل ماشهدناه ، ومازلنا نشهده ، من حملات رسمية ، وشبه رسمية ، أميركية على العالم العربي شعوباً وأنظمة ، وبطريقة لم توفر الأنظمة الأكثر قرباً من الولايات المتحدة 0 فالتقرير المتزامن صدوره مع اقتراب الذكرى السنوية الأولى للزلزال الذي ضرب نيويورك وواشنطن يتحدث عن خطط استراتيجية مقررة سلفاً تتضمن زيادة في الحصص السنوية للمهاجرين إلى الولايات المتحدة من بلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا حتى نهاية عام 2010 بمعدل الضعف تقريباً 0 وبحسب الأرقام الرسمية المقرر فإن الولايات المتحدة التي لم تتوقف يوماً عن استقبال المهاجرين القادمين من الشرق الأوسط خلال الربع الأخير من العام 2001 ، ستستقبل حتى نهاية عام 2010 مليون ومئة ألف مهاجر من بلدان الشرق الأوسط وشمال افريقيا ، أي بمعدل يزيد عن مئة ألف مهاجر سنوياً 0 وهو رقم مرتفع بحسب المقاييس السابقة التي اعتمدتها دائرة الهجرة الأميركية بالنسبة لحصص المهاجرين القادمين من الشرق الأوسط وشمال افريقيا ، ويشكل على نحو تقريبي خمس حجم الهجرة السنوية إلى الولايات المتحدة 0 هو الأمر الذي يعني بأن الولايات المتحدة التي لايشكل المسلمون فيها سوى 2 بالمئة فقط من سكانها البالغ عددهم 270 مليون نسمة ـ حسب احصاء عام 1996 ـ مازالت ترى على هذا الصعيد الخاص بالهجرة بأن العرب والمسلمون لايشكون تهديداً للتوزان المنشود على الصعيد الاثني في الولايات المتحدة ، وبأن التهديد الحقيقي كان وما زال أميركياً لاتينياً ، ومكسيكياً بالدرجة الأولى 0 حيث باتت الخبراء في مكتب الإحصاء الفيدرالي يخشون منذ سنوات من مستقبل قريب يصبح فيه الأميركيون المنحدرون من أصول لاتينيه أكثر عدداً من الزنوج والآسيويين والهنود الحمر وسكان آلاسكا مجتمعين ـ الغارديان ، 31/3/1997 ـ

حسن عبد العال

باحث فلسطيني مقيم في سوريا


موبايل:00963944094429

الاثنين، 21 سبتمبر 2009

النقود العربية الفلسطينية و سكتها المدنية الأجنبيةمن القرن السادس قبل الميلاد حتى عام 1946 :حسن عبد العال

النقود العربية الفلسطينية و سكتها المدنية الأجنبيةمن القرن السادس قبل الميلاد حتى عام 1946
عرض : حسن عبد العال *

22-9-2009م

على عكس الطريقة التقليدية في عرض الكتب التي يتم من خلالها استعراض للنص قبل تقييم الكتاب و الكاتب ، أجد نفسي ملزما بتقديم الشكر للباحث الفلسطيني الأستاذ سليم عرفات المبيض على كتابه " النقود العربية الفلسطينية " الذي شكل إغناء للمكتبة التاريخية الفلسطينية التي تفتقر تماما الى مؤلفات في هذا النوع من المعرفة التاريخية التي تتعلق بعلم النميات (مشتق من الاسم اللاتيني Nummus الذي كان يطلق على النقود) الذي يختص بالمعرفة التاريخية القائمة على دراسة النقود من حيث تاريخ و مكان سكها ، و معرفة قيمتها في وقتها ، و المجال الجغرافي لتداولها ..إلخ . أما من الناحية المتعلقة بالتاريخ المعاصر و من خلال فصله الأخير (الفصل التاسع عشر) الذي عني على نحو تفصيلي بالإصدارات المتعاقبة للعملة الفلسطينية ، المعدنية و الورقية ، في ظل الانتداب البريطاني على فلسطين ، فيمكن القول بأن هذا الفصل الذي يكاد يشكل كتابا قائما بذاته بات يشكل اليوم ( في ظل النشاط الصهيوني المستمر منذ أكثر من نصف قرن لطمس معالم العملات و الطوابع و الوثائق الدالة على الوجود الفلسطيني قبل ولادة دولة إسرائيل ) وثيقة ذات شواهد تاريخية عظيمة الدلالة على النشاط الاقتصادي و الحياة المعيشية للفلسطينيين من خلال عملتهم الوطنية .النقود الفلسطينية من القرن السادس قبل الميلاد و حتى نهاية الحرب العالمية الثانية :على مدى القسم الأعظم من كتابه الذي احتل الفصول من 3- 18 يستعرض المؤلف تاريخ النقود التي سكت في مدن فلسطين ، بالإضافة إلى تلك التي تم تداولها في فلسطين ، بدءاً من بداية التوسع الفارسي في بلاد الشام منتصف القرن السادس قبل الميلاد . ففي هذه الفترة بدأت تظهر في فلسطين ( أسوة بالولايات الشامية الأخرى ) العملة الفارسية المكونة أساسا من ( الداريق الذهبي ) و ( السجلوس الفضي ) و ذلك منذ العام 538 قبل الميلاد . كما بدأت تظهر و لأول مرة ، منذ بداية القرن الخامس قبل الميلاد ، في ظل الاحتلال الفارسي الذي دام حتى عام 332 ق.م ، العملة العربية الفلسطينية ( أو العربية الفينيقية ) . و هذه العينة من النقود العربية الفلسطينية ( أو النقود الغزية كما يطلق عليها بعض المؤرخين ) ما تزال موجودة في المتحف البريطاني بلندن و تظهر عليها حروف عربية و آرامية تشير إلى أنها ضربت في مدينة غزة ، كما تظهر عليها ملامح يونانية تشير إلى أنها متأثرة فنيا بشكل وطريقة ضرب العملة الأثينية التي كانت تظهر عليها صورة الربة أثينا و البومة التي ترمز إليها ، إضافة إلى غصن الزيتون . و يحتوي الكتاب على صور من هذه النماذج المبكرة من العملة الفلسطينية المضروبة في غزة. و هنا لابد من الإشارة إلى أن غزة كانت مركز ضرب العملة الفينيقية لعرب الجنوب من الفينيقيين ، تماما كما كانت صور و صيدا و بيبلوس و أرواد مركز ضرب العملة الفينيقية لعرب الشمال من الفينيقيين طيلة الحقبة الفارسية .بعد عرضه لتاريخ العملة العربية الفلسطينية خلال الحقبة الفارسية التي امتدت من عام 538- عام 332 ق.م . يتابع المؤلف عرض تاريخ العملة الفلسطينية في زمن الاسكندر الأكبر الذي غزا فلسطين عام 332 و ما تلاه من عهود تمثلت بحكم البطالمة و السلوقيين ، أي حتى نهاية الحكم اليوناني الذي امتد حتى العام 63 قبل الميلاد. و خلالها امتد ضرب العملة الفلسطينية المحلية من غزة إلى عسقلان و يافا و عكا بحيث كانت كل مدينة تضرب عملاتها المحلية بأشكال و رسوم تختلف فيه عن غيرها .بدورها العملة الرومانية المسكوكة في المدن الفلسطينية لها باع طويل ، فتاريخ السيطرة الرومانية على فلسطين امتد من عام 63 قبل الميلاد (أي منذ انتصار القائد الروماني بومبي على السلوقيين ) حتى عام 395 ميلادية ، أي نحو أربعة قرون و نصف القرن . و يحتوي الكتاب على عرض مستفيض للنقود التي ضربت في غزة موثقة بالصور الدالة التي تحمل اسم غزة : AZA ، كما يحتوي على عرض مفصل و مصور للنقود التي ضربت في أنثيدون (ميناء غزة القديم الواقع في المنطقة الساحلية الحالية التي تحمل اسم " البلاخية " ) و عسقلان ، و جوبا (يافا) ، و قيسارية ، و عكا ، و بيت جبرين (البتروبوليس) و القدس و جابا (جنوب شرق حيفا) و أخيرا نقود دورا (الطنطورة) التي تمتاز عن غيرها من النقود الرومانية التي ضربت في مدن فلسطين من حيث كونها أظهرت و على نحو استثنائي صورة الإلهة عشتار التي حلت محل إلهة الحظ الرومانية " تيخون " على أغلب المسكوكات الخاصة بالمجموعة النقدية المذكورة .عملة العرب الأنبار المضروبة في غزة :لا يمكن الانتقال من الحقبة الرومانية إلى الحقبة البيزنطية التي تلتها دون التذكير بالعملة العربية النبطية التي ضربها الملوك العرب الأنباط في غزة كتعبير عن سيادتهم ( في ظل الحكم الروماني لمصر و الشام ) على الطريق التجاري الواصل بين العقبة و غزة . و يؤرخ لبداية صك العرب الأنباط لعملتهم مع بداية عهد الملك العربي النبطي الحارث الثالث (حكم بين عام 87- 62 قبل الميلاد) و عن هذه المجموعة النقدية العربية النبطية و التي يؤرخ لها حتى بداية القرن الثاني الميلادي ، أي حتى تاريخ قضاء الملك الروماني تراجان (عهده من سنة 98- سنة 117 ميلادية) على مملكة العرب الأنباط ، يستعرض الكاتب تاريخ هذه المجموعة التي عثر على أكثرها قرب شواطئ غزة ، و من خلال استعراض هذه المجموعة التي ضربت غالبيتها زمن الهيمنة الرومانية على مصر والشام يتضح حرص الملوك العرب الأنباط على كتابة أسمائهم عليها باللغة العربية النبطية ، إلى جانب تثبيت كل ملك صورته عليها إلى جانب صورة زوجته (كما في حال عملة الملك الحارث الرابع الذي ثبت على عملته صورة زوجته الأولى " خلدة " و في وقت لاحق صورة زوجته الثانية " شقيلة " ) أو والدته (كما في حال عملة الملك عبادة الثاني الذي ثبت على عملته صورة والدته ) و يحتوي الكتاب على صور دالة على هذه المجموعة النقدية العربية النادرة التي ضربت في غزة والتي تم تداولها في فلسطين الجنوبية خلال فترة دامت نحو قرنين .* * *الحقبة البيزنطية مثل الرومانية لها نصيب وافر في تاريخ العملة الفلسطينية نظرا لأن الوجود البيزنطي في فلسطين استمر من عام 395 ميلادية إلى عام 622 للميلاد ، و مثلها النقود العربية الإسلامية التي يرجع تاريخها إلى عهد الخليفة معاوية بن أبي سفيان الذي يؤرخ له من خلال عهده (من سنة 41- 60 هـ) بأنه أول من أصدر أول مجموعة نقدية إسلامية ، و هي مجموعة من الدنانير و الدراهم و الفلوس التي جمعت بين المأثورات الإسلامية ( مثل صورة الخليفة و اسمه ، إضافة إلى اعتماد التقويم الهجري ) و البيزنطية ( مثل حرف M اللاتيني الذي يرمز للعملة البيزنطية ) . و يذكر المؤلف من خلال هذا الاستعراض التاريخي للعملة التي ضربت في فلسطين خلال العهد الأموي ، و العهود الإسلامية التي لحقته ، بأن المدن الفلسطينية كانت تمتاز عن بقية المدن العربية الأخرى بأنها كانت الأوفر حظا ، و تتفوق على أقرانها من المدن الأخرى ، كموطن لضرب العملة . و هذه الظاهرة كانت تسري بدورها على الحقب السابقة ، اليونانية ، و الرومانية ، و البيزنطية ، حيث كانت مدن فلسطين بمثابة المراكز الأساسية لضرب العملات خلال الحقب المذكورة و ذلك نظرا لموقعها الاستراتيجي ، و تعدد موانئها ، و مواقع مدنها القريبة من البحر ، بالإضافة لمكانتها الدينية. العملة الوطنية الفلسطينية في مرحلة الانتداب البريطاني :بعد عشر سنوات على هزيمة السلطنة العثمانية أمام الحلفاء و دخول الإنكليز لفلسطين مع نهاية الحرب العالمية الثانية ، بدأت سلطات الانتداب البريطاني تتجه نحو إصدار عملية محلية فلسطينية تحل محل المصرية التي حلت محل النقود العثمانية منذ عام 1917 ، وبموجب هذا التوجه الذي أثمر عن إنشاء ماسمي وقتذاك بـ " مجلس العملة الفلسطينية " ـ وكان مقره في لندن ـ بدأ المجلس المذكور بدءً من العام 1927 باصدار أول طبعة من العملة المحلية الفلسطينية التي تتكون من مجموعة نقدية معدنية ، ومجموعة نقدية ورقية 0 وكانت المجموعة المعدنية التي بدأ بتداولها عام 1927 ، وظهرت منها طبعات متتالية حتى عام 1946 ، تتكون ( من الأدنى الى الأعلى ) من 1 مل ، و 2 مل ، و 5 مل ( تعريفة ) و 10 ملات ( القرش ) و 20 مل ( قرشان ) و 50 مل ( شلن فضة ) و 100مل ( بريزة فضة ) 0 أما المجموعة النقدية الورقية التي بدأ بتداولها مع بداية شهر أيلول ( سبتمبر ) من عام 1927 ، وظهرت منها طبعات متتالية حتى عام 1945 ، فتتكون من خمسمائة مل ( = نصف جنيه ) ، وجنيه فلسطيني ، وخمسة جنيهات فلسطينية ، وعشرة جنيهات فلسطينية ، وخمسون جنيها فلسطينيا ، ومائة جنيه فلسطيني0 ولقد حرص المؤلف من خلال كتابه على تثبيت جدول زمني لاصدار كل فئة من فئات العملة المعدنية ( من 1 مل الى 100 مل ) وذلك من عام 1927 الى عام 1946 . وثبت الى جانب كل جدول زمني صور للعملات مطابقة للجدول الزمني الخاص باصدار كل فئة وذلك بهدف تعريف مواطنة الفلسطينيين وعلى نحو تفصيلي بعملته الوطنية التي باتت تشكل من الناحية الرمزية معادلات للعلم الفلسطيني وللنشيد الفلسطيني 0 وكذلك الأمر بالنسبة لفئات المجموعة النقدية الورقية ( من نصف جينيه الى مائه جينيه ) ولكنه ، ولأسباب نعرفها عجز هذه المرة عن تثبيت صور مطابقة لكافة الاصدارات واكتفى بنموذج واحد من كل فئة 0 وهذا الأمر عائد الى ندرة العملة الورقية الفلسطينية وشبه استحالة جمع نماذج عما سبق وصدر منها من إصدارات حتى عام 1945 .أخيرا وعلى هذا الصعيد الأخير المتعلق بالفصل التاسع عشر ، والذي يصلح لكي يكون بحد ذاته كتابا مستقلا عن تاريخ المجموعة النقدية الفلسطينية ، لابد من اعادة التذكير بفضل الكاتب على هذا الصعيد المتعلق بالاضاءة ، ومن عدة جوانب وزوايا ، على هذا الجانب الهام من تاريخ عملتنا الوطنية في مرحلة ما قبل النكبة والتي جرت إسرائيل من خلال عملائها المنتشرين في العالم على جمع كل ما يتوفر منها واتلافه بقصد شطب هذه البيانات الدالة على الوجود الفلسطيني من الذاكرة 0 وبحكم معرفتي خلال السنوات الماضية التي حرصت من خلالها على اقتناء ما يمكن الحصول اليه من المجموعة النقدية الفلسطينية فان اليد الصهيونية قد وصلت الى الأقطار العربية من خلال عملائها ( غير المباشرين ) الذين بدأوا بتصيد كل ما يمكن الحصول عليه من المجموعة النقدية الفلسطينية حتى بات من الصعوبة بمكان الحصول على عينات منها من أسواق التعامل بالعملات القديمة ( الأنتيكا ) لأسباب تتعلق بالندرة حيناً وارتفاع قيمة أية قطعة نقدية منها ( الورقية بخاصة ) حينا آخر 0 ولهذا الأمر جاءت تغطية المؤلف المعززة بالصور لاصدارات العملة الوطنية الفلسطينية في زمن ما قبل النكبة لتشكل محاولة في غاية الجدية لإنقاذ هذا الجانب الهام والحيوي من التراث الوطني الفلسطيني من الضياع
0ـ انتهى ـ

الكتاب : النقود العربية الفلسطينية و سكتها المدنية الأجنبيةمن القرن السادس قبل الميلاد حتى عام 1946

الكاتب : سليم عرفات المبيض
الناشر : مهرجان القراءة للجميع ، القاهرة 2005 300 صفحة من القطع الكبير .

عرض : حسن عبد العال *

باحث فلسطيني مقيم في سوريا

mervat10mm@yahoo.com

موبايل:00963944094429