
أميركيون ضد الحرب كتاب ضد الحرب في العراق
عرض وتحليل حسن عبد العال
30-11-2009م
ميشيل راتنر وجيني غرين وبربارة أولشانسكي ناشطون في مركز الحقوق الدستورية ، الأول يشغل منصب رئيس مركز الحقوق الدستورية ، والثانية عضو الادعاء العام في المركز المذكور ، والثالثة تشغل منصب المدير القانوني المساعد0الكتاب الصادر باسم مؤلفيه وباسم المركز الذي ينشطون من خلاله ، هو بيان أميركي ضد الحرب على العراق ، وبالتالي هو بيان صريح ضد اندفاع الولايات المتحدة نحو حرب عدوانية مدمرة لا سند لها سوى جملة دعاوي وحجج واهية لاتمت إلى الواقع بصلة .مالذي يدفع الولايات المتحدة في نزوعها نحو الحرب على العراق إلى اختلاف الأكاذيب وخرق القانون الدولي 0 مالذي يدفع بالولايات المتحدة إلى شن حرب على العراق من غير تفويض من الأمم المتحدة ، لابل وضد ارادة المجموعة الدولية : انه الاقتصاد والمصالح السياسية والاستراتيجية البعيدة الأمد 0 انه ببساطة المخزون العراقي للطاقة الذي يشكل ثاني اكبر احتياطي نفطي في العالم ، والهيمنة المباشرة على الشرق الأوسط الذي يمتلك ، اضافة لموقعه الاستراتيجي المميز ، ميزة كونه اكبر مصدر للنفط في العالم 0 انه طموح القوة العظمى ( أميركا ) لاعادة رسم وتشكيل خارطة العالم بالطريقة التي تضمن لها الهيمنة الكونية للسنوات القادمة . فبحسب الكتاب الصادر عن مركز الحقوق الدستورية فان الحرب الأميركية على العراق ليست حربا استباقية أو ضربة وقائية ، إذا لايوجد اصلا ماينبغي استباقه والوقايه منه ، انها حرب قائمة على افتراضات مزعومة وواهية ودفعت بالمحللين في الولايات المتحدة وغيرها الى وضع تخمينات وسيناريوهات كثيرة حول السبب الرئيسي الكامن ومن وراء اندفاع الادارة الأميركية نحو حربها على العراق 0 ومن هذه التخمينات والسيناريوهات العديدة التي طرحها المحللون ، يذهب مركز الحقوق الدستورية إلى تفنيد وانكار العديد منها ( بدعوى أنها قاصرة وغير مقنعة في تناولها لدوافع واسباب الادارة الأميركية الحالية في نهجها الذي يستهدف العراق ) لمصلحة تصور المركز الذي يستبعد اقدام ادارة بوش الثاني بالحرب على العراق لأسباب تتعلق بالانتخابات المقبلة ، أو لتغطية فشلها في القضاء على حركة بن لادن ، أو بدعاوي تتعلق بالتزام ادارة بوش الثاني باستكمال مابدأه بوش الأول على الجبهة العراقية ، لأن التعليلات التي تلامس الحقيقة بحسب التصور الصائب للمركز المذكور تكمن في مكان آخر يتجاوز في حقيقة الأمر كل التعليلات الجزئية التي عجزت عن اعطاء تفسير حقيقي للمسألة برمتها . فالولايات المتحدة التي أعلنت عن انتصارها في الحرب الباردة تريد على المستوى الدولي أن تقطف ثمار هذا الانتصار بالطرق التي تضمن تفردها وبسط هيمنتها العالمية ، ومنها السعي إلى اعادة رسم وتشيكل خارطة العالم لتتناسب مع مصالحها وطموحاتها الاستراتيجية التي عبر عنها البنتاغون منذ بداية تسعينات القرن المنصرم من خلال وثيقة ( دليل التخطيط الدفاعي ) – أي وثيقة " تشيني – وولفويتز " – التي اصبحت الخطة المعتمدة ودليل العمل لادارة بوش الثاني التي يشغل فيها فريق تشيني وولغويتز ورامسفيلد مركز اصحاب القرار على صعيد اعادة صياغة السياسة الخارجية للولايات المتحدة وفق الخطط المرسومة لبسط تفرد أميركا وفرض هيمنتها على الساحة الدولية قاطبة 0وبحسب المركز المذكور فان ما تم انجازه حتى الان هو مجرد تحقق هدف من جملة اهداف على طريق التفرد والهيمنة الأميركية على العالم 0 فحرب العراق هي حلقة ثانية مكملة لما سبق وحققته الولايات المتحدة من إحكام سيطرة على آسيا الوسطى وعلى نفطها خلال حرب أفغانستان 0 والهدف القريب منها اضعاف نفوذ أوبك (OPEC ) وضمان موقع القوة في مواجهة حلفاء أميركا القدامى في أوروبا ، وضمان موقع القوة في مواجهة كل من روسيا والصين 0 لأن أميركا وقتها لن تكون في موقع أعتى قوة عسكرية في العالم فحسب ، وإنما المسيطرة على أهم مورد من موارد الطاقة التي يحتاجها العالم0
- انتهى -
الكتاب : ضد الحرب في العراق الكاتب : ميشيل راتنر ، جيني غرين ، بربارة أولشانسكي
الناشر : دار الفكر ، دمشق 2003
حسن عبد العال
باحث فلسطيني مقيم في سوريا
موبايل:00963944094429
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق