الجمعة، 19 يونيو 2009

11 ايلول من وجهة نظر امريكيه متحرره: حسن عبد العال




11 أيلول من وجهة نظر أميركية متحررة


حسن عبد العال


19-6-2009م


يعتبر البروفسور نعوم تشومسكي واحد من أبرز المفكرين المعارضين للنظام الأميركي و سياساته الداخلية و الخارجية منذ الستينات . و لهذا الأمر احتلت مقالاته و المقابلات الصحفية التي أجريت معه ، بعد الحادي عشر من أيلول 2001 ، المركز الأول في اهتمامات المثقفين الباحثين عن آراء و وجهات نظر أميركية رصينة عن الحدث الزلزال ، بعيدة عن الاتجاه السائد الذي يمثله المفكرون و المثقفون العاملون بالأجرة في خدمة النظام .الكتاب الذي نتناوله من خلال هذا العرض هو مجموعة من المقابلات التي أجريت مع تشومسكي من قبل بعض أجهزة الإعلام الأوروبية و الأميركية ، و دارت في مجملها حول محور محدد عنوانه " الحادي عشر من أيلول ". و من خلال هذا المحور يبدو لنا تشومسكي أكثر جرأة من أي وقت مضى ، ففي السابق كانت جرأته تتمثل في إدانته للاعتداءات الأميركية على دول و شعوب في أميركا اللاتينية و آسيا … الخ ، أما اليوم فتتمثل جرأته على صعيد إدانة أميركا المعتدى عليها في 11 أيلول ، و ليس مجرد الاقتصار على إدانة الهجمات التي تعرضت لها الولايات المتحدة في مانهاتن و واشنطن . فأميركا المعتدى عليها من قبل عصبة تمارس الإرهاب ، هي الدولة الأبرز في صناعة الإرهاب الدولي ، و الدولة الأولى الحامية و الراعية للدول و المنظمات التي تمارس الإرهاب على الصعيد الدولي ، و بشكل خاص في أميركا اللاتينية و الشرق الأوسط . و يسوق تشومسكي مثال الاعتداء الأميركي على السودان و تدمير مصنع الشفاء للأدوية كمثال أخير عن إرهاب الدولة الذي تلجأ إليه الولايات المتحدة من حين لآخر . كما يسوق أمثلة عديدة من تاريخها العريق في حماية و رعاية الإرهاب الدولي من خلال تغطية الأنظمة الفاسدة التي تمارس الإرهاب بحق شعوبها في أميركا اللاتينية و آسيا ، كما ينظر إلى الاعتداء الذي استهدف مركز التجارة العالمي و وزارة الدفاع على طريقة " بضاعتنا ردت إلينا " ، لأن إرهاب بن لادن الذي كانت تدعمه و ترعاه الولايات المتحدة ، و توجهه نحو أهدافها الخاصة ، انقلب عليها كما ينقلب السحر على الساحر . و لذلك يستنكر تشومسكي إطلاق الإدارة الأميركية لحربها القادمة وصف ( الحرب ضد الإرهاب ) – لابد من التذكير هنا بأن أحاديث تشومسكي التي يتضمنها الكتاب تمت خلال النصف الثاني من شهر أيلول 2001 – لأنها دولة إرهابية و " قائدة للإرهاب " مثلها في ذلك مثل زبائنها و أتباعها .في كتاب تشومسكي عن 11 أيلول فلسطين لها مساحة ، و كذلك الأمر انعكاس الحدث و تفاعلاته على الحياة اليومية للشعب الأميركي . ففلسطين ستكون الضحية كما يتنبأ تشومسكي قبل شهور من الاجتياح الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية و قطاع غزة , و إسرائيل ستكون الدولة الوحيدة (بعد أميركا) المستفيدة من هذه " الفرصة السانحة " لتوجيه ضربة صاعقة للشعب الفلسطيني و سلطته الوطنية في الضفة و القطاع . الشعب الأميركي سيكون بدوره ضحية لتداعيات الحادي عشر من أيلول و ما أفرزه من ردود فعل على صعيد تبني الإدارة الأميركية لسياسات تصعيدية تقود إلى حرب جديدة تحت راية : ( الحرب على الإرهاب ) . فالحدث الإرهابي الذي هز الأمة الأميركية هو على صعيد الرموز المتعصبة و المتشددة في الولايات المتحدة " حدث سعيد " و نعمة هبطت من السماء لتحقيق توجهاتها نحو مزيد من برامج العسكرة و إلغاء البرامج الاجتماعية الديموقراطية ، و تحويل الثروات و إعادة توزيعها من جديد لمصلحة أقلية ، و تعويض أسس الديموقراطية بكل أشكالها … الخ ، وهو ما تحقق حقيقة و فعلا

.ـ انتهــــــــــــى ـ


الكتاب : الحادي عشر من أيلول


المؤلف : نعوم تشومسكي


الناشر دار طلاس ، دمشق 2002


حسن عبد العال


باحث فلسطيني مقيم في سوريا



موبايل:00963944094429

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق