الأحد، 21 يونيو 2009

11ايلول كرد فعل على الانحياز الامريكي لاسرائيل: حسن عبد العال


11 أيلول كرد فعل على الانحياز الأميركي لاسرائيل


حسن عبد العال


21-6-2009م


ديفيد ديوك النائب الأميركي السابق عن ولاية لويزيانا ، هو واحد من تلك الفئة القليلة العدد من الأميركيين الذين تسبب لهم هجوم الحادي عشر من أيلول بصدمتان : الأولى صدمة الحدث في حد ذاته ، والثانية صدمة ناجمة عن تهرب أميركا من مواجهة الحقيقة ، والاعتراف بالأسباب الحقيقية التي أدت إلى قيام مجموعة من الكوماندس العرب المسلمين بصب حقدهم الدفين على أميركا، وإقدامهم على تدمير برجي مركز التجارة العالمي في مانهاتن ، وتدمير قسماً من مبنى البنتاغون في واشنطن 0 وبحسب ديوك فإن الصدمة الثانية لاتقل قساوة عن الصدمة الأولى ، لأن أميركا التي تعرضت لاعتداء الحادي عشر من أيلول بسبب دعمها غير المحدد للحرب الإسرائيلية الغاشمة على الشعب الفلسطيني وانتفاضته، تعرضت بدورها ومازالت تتعرض لجريمة ثانية لاتقل فداحة عن الأولى، وتتمثل هذه المرة بما بات يحاك من مؤامرات لغسل دماغ الشعب الأميركي من قبل قادته، وإيهامه على طريقة جورج دبليوبوش وكبار معاونيه بأن سبب الاعتداء على أميركا وكراهية الأميركيين عائد إلى مجرد كونهم أحرار ، وبأن هدف المعتدين هو " الحرية الأميركية" ، ويعترف ديوك بمرارة بأن الشعب الأميركي الجاهل بتاريخ الارهاب الإسرائيلي في الشرق الأوسط ، وإنعكاسات هذا التاريخ على المصالح القومية الأميركية، وقع في الشرك بسهولة وبات ضحية هذه الفكرة الرئاسية السخيفة التي كانت تستهدف أصلا الالتفاف على أصل المشكلة وإبعاد الأميركيين عن مجرد ملامستها0في كتاب النائب السابق ديفيد ديوك عن اعتداء الحادي عشر من أيلول ، " إسرائيل " هي السبب المباشر عما أصاب أميركا في ذلك اليوم المرعب ، والكوماندوس التابع لمنظمة القاعدة الذي قام بالعملية في مانهاتن وواشنطن كان يرد على الدعم الأميركي السافر لإسرائيل ، وعلى تغطيتها على الصعيد الدولي للمجازر الإسرائيلية التي ارتكبتها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني ] وليس كرد ناجم من قبل تيار أصولي على ما تتمتع به أميركا من حرية ، كما أرادت الإدارة الأميركية الحالية للأمر أن يكون [ . ومن جهة اخرى فإن إسرائيل التي تدعي بأنها حليفة لأميركا هي في حقيقية الأمر ـ بحسب ديوك ـ الدولة الأكثر خطورة على أميركا ، حيث يشهد تاريخها على مدى نصف قرن بأنها الدولة التي تتكسب من وراء سياستها القائمة على تخريب العلاقات الأميركية العربية ، ومن وراء محاولات أجهزتها الأمنية المساس في المصالح الأميركية في الشرق الأوسط بهدف الصاقها بالعرب ، لجني مزيد من المكاسب المادية والإستراتيجية، وذلك في إشارة منه على سبيل المثال إلى حوادث عام 1954 عندما أقدمت الاستخبارات الإسرائيلية ـ بتوجيه من وزير الدفاع " لافون " ـ على تجنيد بعض العملاء من يهود مصر والقيام بعمليات تفجير في المراكز والمصالح الأميركية في القاهرة بهدف تخريب العلاقات الأميركية المصرية. والى حادثة اغراق سفينة التجسس الأميركية " ليبرتي " من قبل سلاح البحرية والطيران الإسرائيلي ] في السابع من حزيران 1967 [ بهدف إتهام مصر بالاعتداء على البحرية الأميركية وقيام الولايات المتحدة برد انتقامي يطال القاهرة 0 وعلى اساس من هذا المقياس ، وما يوحي به هذا التاريخ المكشوف من مؤامرات إسرائيلية على أميركا ومصالحها في الشرق الأوسط ، لا يستبعد ديوك أن تكون أصابع الموساد الخفية هي من وراء ماحدث في 11 أيلول 2001 0 وفي محاولة منه للظهور بمظهر المراقب الذي لا يقف عن حدود هذا الاستنتاج النظري ، يسوق ديوك العديد من الشواهد والوقائع المتزامنة مع الحدث والتي تدعم استنتاجه النظري بشواهد حسية ، ومن هذه الشواهد على سبيل المثال ما يتعلق بالمعلومات التي توفرت بعد ساعات على هجوم الحادي عشر من أيلول مباشرة عن قيام شركة ارسال إسرائيلية ] لها مكاتب في مركز التجارة العالمي وإسرائيل [ ، باتصالات مع الموظفين الإسرائيليين في المركز المذكور قبل ساعتين فقط على بدء الإغارة الأولى ، مما أدى إلى إنقاذهم جميعا كما يؤكد ديوك استناداً إلى مقال ورد في " نيوز بايتس " ] ـ وهو موقع خبري تابع لصحيفة واشنطن بوس ـ [ بعنوان " رسائل فورية لإسرائيليين حذرت من هجوم على مركز التجارة العالمي " 0 وبحسب ديوك فان خسائر إسرائيل في الأرواح من جراء الهجوم على مانهاتن تكاد تكون صفرا بفضل التحذير المذكور 0 وينكر النائب السابق ديفيد ديوك صحة ما أوردته المصادر الأميركية عن مقتل 130 إسرائيلي ] رغم أن هذا العدد في حد ذاته متواضع جدا إذا قوبل بالخسائر التي لحقت بالموظفين الفيلبينيين العاملين في المركز والتي قدرت بنحو 428 قتيل [ ويستند إلى المقابلة التي أجرتها صحيفة " نيويورك تايمز " مع القنصل الإسرائيلي في نيويورك " آلون بنكاس " الذي أفاد بأن خسائر إسرائيل من جراء تدمير مركز التجارة العالمي هو( قتيل واحد لاغير ) وبأن العدد الذي ذكر سابقا عن مقتل (130 ) إسرائيلي هو رقم مرتجل ومتسرع ، وبأن من أصل 130 اسم تضمنتها قوائم المفقودين التي صدرت عن القنصلية ] وعن بلدية نيويورك رسميا فيما بعد [ ، تبين أن 129 منهم مازالوا أحياء ، لأن قوائم المفقودين صدرت بموجب " تصريحات عن مفقودين " صادرة عن أقارب لهم او معارف في نيويورك. وبحسب القنصل الإسرائيلي في إفادة رسمية له فان عدد القتلى الإسرائيليين من جراء هجمات الحادي عشر من أيلول هو (3) فقط : واحد كان يقوم بزيارة شخصية لأحد البرجين ، واثنان كانا عن متن الطائرات المختطفة . مع ضرورة التذكير على هذا الصعيد بأن هذه المعلومات التي ينقلها ديوك يصعب تجاهلها لأنها صادرة عن سياسي أميركي يتباهى بأنه لايكتب شيئا لايستطيع اثباته بشكل قاطع 0 وفي الحقيقة فان كتابه ـ أو بالأصح " بيانه إلى الشعب الأميركي ـ لم يترك معلومة أو فقرة تذكر من دون توثيق ومن دون دعوة القارئ الأميركي المتشكك بصحة دعواه ، للعودة إلى مصادره وإشاراته المرجعية التي استند إليها في صياغة بيانه السياسي الذي يعترف بدوره بصعوبة وصوله إلى الأميركيين بفعل المؤسسات الاعلامية السائدة التي لايقتصر عملها على حجب الحقائق عن الأميركيين وإنما على صياغة آرائهم وتشكيل وعيهم0


الكتاب : أميركا إسرائيل و 11 أيلول 2001


الكاتب : ديفيد ديوك الناشر : دار الأوائل ، دمشق 2002


ـ انتهى ـ


حسن عبد العال


باحث فلسطيني مقيم في سوريا


موبايل:00963944094429

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق