السبت، 20 يونيو 2009

11ايلول وماحققه لاسرائيل من فرص استراتيجيه

11 أيلول ، وماحققه لاسرائيل من فرص استراتيجية

حسن عبدالعال

20-6-2009م

وصفت هجمات الحادي عشر من أيلول 2001 ، بأنها الحدث الذي فتح نافذة أمام إسرائيل ومكنها من جني حصاد وافر من الفرص الاستراتيجية 0 وبعد مرور عام ونصف العام على هذا الحدث يمكن توزيع ما حصدته إسرائيل من فرص استراتيجية ناجمة عنه ، وعن الحملة الأميركية التي أعقبته على أكثر من صعيد : بدءً من الصعيد المحلي الخاص بحرب إسرائيل على الفلسطينيين وسلطتهم الوطنية في الضفة الغربية وقطاع غزة ، مروراً بالصعيد الاقليمي الخاص بتكريس مركزية إسرائيل في المشروع الأميركي الخاص باعادة تشكيل الشرق الأوسط ، وأخيرا على صعيد النقلة النوعية على مسار الشراكة الاستراتيجية التي تجمع بين الولايات التحدة و إسرائيل. فعلى الصعيد الأول الخاص بحرب إسرائيل التدميرية على الشعب الفلسطيني وسلطته الوطنية ، حققت هجمات الحادي عشر من أيلول والحملة الأميركية التي أعقبتها على مايسمى بالارهاب الدولي ، فرصة انضمام إسرائيل لهذه الحملة بطريقة مكنتها بمساعدة الادارة الأميركية القائدة للحملة ، من اعادة توصيف حربها التدميرية على المدن والمخيمات الفلسطينية في الضفة والقطاع من حرب عدوانية وغير مشروعة بحسب القانون الدولي وشرعة الأمم المتحدة ، إلى حرب مشروعة ضد الارهاب الفلسطيني ، واعتبارها جزءً من الحملة العالمية التي تقودها الولايات المتحدة ضد الارهاب0وعلى الصعيد الاقليمي حصلت إسرائيل بعد هجمات الحادي عشر من أيلول على الفرصة الاستراتيجية النادرة التي ستكفل لها ـ كما باتت تأمل ـ التخلص من خطر أعدائها الاستراتيجيين في المنطقة ، وبشكل خاص التخلص من خطر الدول التي تمتلك أسلحة غير تقليدية مثل العراق وإيران ، المدرجتان كما نعلم على لائحة البنتاغون الخاصة بالمرحلة الثانية من الحرب الأميركية المفتعلة على مايسمى بالارهاب 0 وعلى الصعيد الاقليمي أيضاَ حصلت إسرائيل بعد هجمات الحادي عشر من أيلول على فرصة استراتيجية أخرى لاتقل أهمية عن سابقتها ، وتمثلت هذه المرة بالهوة التي باتت تفصيل بين الولايات المتحدة والدولة العربية التي ارتبطت معها بصداقة تاريخية ، أو حديثة العهد ، والتي باتت كما أصبح يشاع في أوساط رجال الصف الثاني في الإدارة الأميركية ، عرضةً للمساءلة ، وبالتالي عرضة لاتخاذ قرار صعب حول مستقبلها كأنظمة وكدول0وعلى صعيد ما حققته هجمات الحادي عشر من أيلول من فرص استراتيجية جديدة على مسار الشراكة الاستراتيجية التي تجمع بين الولايات المتحدة و إسرائيل ، يمكن القول بِأن إسرائيل باتت بحسب المعايير الجديدة للإدارة الأميركية الحالية ، و وفق حسابات البنتاغون ، في حكم الدولة الحليفة الوحيدة للولايات المتحدة في الشرق الأوسط ، والشريك الوحيد لواشنطن في حربها العالمية الجديدة على ما يسمى بالارهاب ، والتي يمكن أن تطال أقرب المقربين اليها من حلفائها العرب كما بات يشاع في أوساط الإدارة الأميركية منذ الذكرى السنوية الأولى لأحداث الحادي عشر من أيلول.وعلى هذا الصعيد الأخير ، لابد من التذكير بأن إسرائيل كدولة وظيفية كانت تطمح منذ بداية السبعينات باحتلال مثل هذا الدور الذي يؤهلها لاحتلال مركز الوكيل الحصري الوحيد للمشاريع الأمنية والمصالح القومية الأميركية في الشرق الأوسط 0 وبأن ما عجزت عن تحقيقه خلال حرب الخليج الثانية ] بفعل اعتماد أميركا وقتذاك على حلفائها العرب [ تحقق لها أخيراً من خلال الحملة الأميركية الأخيرة التي بدأت تدق بقوة على أبواب بغداد0
اشارة إلى المملكة العربية السعودية بنحو خاص.ـ
انتهى ـ

حسن عبد العال

باحث فلسطيني مقيم في سوريا

mervat10mm@yahoo.com

موبايل:00963944094429

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق