الخميس، 18 يونيو 2009

مائيركهانا يتكلم:حسن عبد العال



مائيركهانا يتكلم


حسن عبد العال


18-6-2009م


يعتبر الحاخام مائير كهانا واحد من أبرز دعاة التطرف الديني والعنصري في تاريخ الحركة الصهيونية وإسرائيل ، وواحد من أبرز الدعاة والناشطين في تاريخ الحركة الإستيطانية في الضفة الغربية وقطاع غزة والجولان بعد عام 1967 . ورغم ذلك يمكن القول بأن المكتبة العربية كانت تفتقر كلياً لنصوص عن هذا الناشط الصهيوني ، حتى جاء هذا الكتاب ليسد النقص الحاصل في معلوماتنا عن هذه الشخصية التي كثيراً ما اثارت الجدال حتى داخل إسرائيل ذاتها.ينقسم الكتاب إلى قمسين ، القسم الأول يتضمن مقدمة تاريخية للمشروع الصهيوني في فلسطين ، ودور حركة كاخ ، أي ( رابطة الدفاع اليهودية ) بزعامة مائير كهانا في هذا المشروع بعد حرب عام 1967 0 وهذا القسم من اعداد المترجمة ( عائدة عم علي ) 0 القسم الثاني يتضمن حوار مطول مع مائير كهانا قبل اغتياله ] إغتيل في نيويورك بتاريخ 5/11/1990 [ أجراه الصحفيان فيليب سيمون و رفائيل ميرجي 0 وهو يقدم صورة لمائير كهانا بالطريقة التي حرص صاحب الصورة على تصوير الملامح العامة والتفصيلية لشخصه0في عودة إلى القسم الأول لابد من الإعتراف بأهمية الجهد الذي بذلته المترجمة التي حرصت من خلال القسم الذكور على تقديم مدخل مطول عن حياة ونشاط ومفاهيم مائيركهانا ، بطريقة تساهم في تمكين القارئ العربي من الإحاطة بشخص الحاخام كهانا وتاريخه قبل الولوج في موضوعات القسم الثاني ، الذي عبر من خلاله مائيركهانا عن نوازعه والأبعاد السياسية والدينية لمشروعه الهادف إلى اقامة دولة يهودية خالية تماماً من العنصر العربي 0
القسم الثاني ، كما سبق القول ، هو حوار مطول ، ويتضمن عرض لرؤيته وفلسفته السياسية في أكثر من ميدان وعلى اكثر من صعيد ، ولعل أبرز ماجاء به كهانا من آراء يتعلق بالعلاقة بين الصهوينية والديمقراطية الغربية وهي علاقة مستحيلة حسب اعتراف كهانا . فالصهيونية والديمقراطية لاتلتيقان : لأن الديمقراطية الغربية ( التي تجاهر اسرائيل بها زورا وبهتانا ) تدعو إلى الاعتراف بحقوق متساوية للسكان في الدولة ، بغض النظر عن الأصول الدينية والعرقية لهذه المجموعة أو تلك . وهذا في حد ذاته ـ حسب اعتراف كهانا ـ نفي للصهوينية التي لايمكن أن تتعايش إلا مع ديمقراطية من نوع خاص بها أي مع " ديمقراطية يهودية " ، فاسرائيل اليهودية لاتتقبل الديمقراطية الا إذا كانت تلتزم بقانون التوراة . العرب في اسرائيل ، أو فلسطينيي عام 1948 ، لهم حضور طاغ في الحوار مع الداعية المتطرف مائير كهانا ، فبحسب كهانا فان العرب داخل الخط الأخضر الذين يحملون الجنسية الاسرائيلية يشكلون " المشكلة الوجودية الأشد خطرا على اسرائيل " وهي أخطر بما لايقاس عن مشكلة التواجد العربي الكثيف في الضفة الغربية وقطاع غزة . لأن فلسطينيي عام 1948 باتوا يشكلون الأكثرية السكانية في منطقة الجليل وبطريقة باتت المنطقة المذكورة مهددة بنزع الصفة الاسرائيلية عنها واكسابها صفة العروبة 0 ويتهم الحاخام كهانا اسرائيل بالسلبية المفرطة تجاه معالجة مشكلة فلسطيني عام 1948 الذين يحملون الجنسية الاسرائيلية ، والذين من المتوقع أن يصبحوا اغلبية في هذا البلد ، وبالتالي لن يتقبلوا بعد مرور 20 عاما على سبيل المثال العيش في بلد يدعي بأنه ( الدولة اليهودية ) ، وسيعملون على تعديل هذه السمة اليهودية للدولة التي ستصبح كتحصيل حاصلة سمة غير مطابقة للواقع 0 وبحسب كهانا فان العرب حالما يفوزون بالأغلبية سوف يغيرون القوانين في هذه الدولة وفق آليات الديمقراطية الغربية التي ستمكنهم من ذلك ، وسيعلمون على نفي صفتها اليهودية وتدمير الأسس الصهونية التي مازالت تقوم عليها الدولة الاسرائيلية 0 وتلافيا لذلك ، وبهدف استبعاد الخطر قبل وقوعه ، يعرض كهانا مشروعه الصهيوني القائل بطرد عرب 1948 الذين يحملون الجنسية الاسرائيلية خارج الدولة اليهودية ، لأن " الترانسفير " هوالسبيل الوحيد الي سينقذ اسرائيل من المصير الذي سينزع عنها صفة اليهودية والصهيونية0أخيرا لابد من القول ، بهذه المناسبة الخاصة بفتح ملف الحاخام كهانا ، بأهمية الاطلاع على مشاريعه العلنية ، وعلى افكاره وتصريحاته المتطرفة ، التي تسببت أكثر من مرة باثارة جدل واسع داخل اسرائيل ، كما تسببت أكثر من مرة باثارة نقمة المؤسسة السياسية والعسكرية عليه 0 لأن معرفة أفكار كهانا تساعد على معرفة مايضمره قادة اسرائيل الذين يصرحون في العلن عكس ما يضمروه في اجتماعاتهم السرية المغلقة ، وبحسب كهانا ، وكما جاء في هذا الحوار ، فإن السبب الوحيد في ظاهرة حقد قادة إسرائيل عليه يكمن في حقيقة أن مايقوله في العلن مطابق تماماً لما يقوله صهاينة دولة اسرائيل في اجتماعاتهم الحزبية المغلقة0


الكتاب : مائيركهانا وغلاة التطرف الأصولي اليهودي


المؤلف : فيليب سيمون ، رفائيل ميرجي


المترجم : عائده عم علي


الناشر : دار الأوائل ، دمشق 2003


المستقبل 1\4\2004م


حسن عبد العال


باحث فلسطيني مقيم في سوريا




موبايل:00963944094429

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق