الاثنين، 28 يونيو 2010

آلهة الاغريق /2/ عصر آلهة الأولمب : حسن عبد العال

آلهة الاغريق /2/

عصر آلهة الأولمب
حسن عبد العال *

29-6-2010م

ألهة الأولمب الكبرى والصغرى :

يبدأ تاريخ آلهة الأولمب مع بداية العصر الذي دشن بانتصار زيوس على كرونوس وعلى التيتان الذين انقلبوا على عرش زيوس الذي تمكن ، بعد حرب طاحنة دامت عشرة أعوام، من إلحاق الهزيمة بالتيتان والزج بهم في أعماق تارتاروس (1)-. ويعتبر آلهة الأولمب الكبرى ، أو آلهة الأولمب الأثنى عشر ، بمثابة الآلهة الحقيقيين، لأن عصرهم هو العصر الشمولي ، وتاريخهم هو تاريخ النظام وعلاقة الآلهة الخالدة بالكون والبشر الفانين . ولقد حرص الإغريق الأوائل على تقسيم آلهة الأولمب إلى طبقتين . الأولى هي طبقة آلهة الأولمب الكبرى الأرفع منزلة وشأناً ، تليها طبقة آلهة الأولمب الصغرى ، وهي طبقة أدنى من سابقتها منزلة وشأناً . وتنحصر طبقة آلهة الأولمب الكبرى بقائمة من اثنى عشر إلهاً وإلهة تدين بالولاء والطاعة للآله الأعظم ورب الأرباب جميعاً زيوس Zeus ابن ريا وكرونوس ، الإله السياسي الذي احتل عن جدارة ومقدرة منزلة أبيه كرونوس ، ووسع كرسيه السماء والأرض ، وبقي خالداً على عرشه متجنباً بحكمة ودهاء المصير الذي لحق بأبيه كرونوس وجده أورانوس ، بفضل نجاحه في ايقاف دورة عجلة العنف الملكي التي كانت تجبر الإله الملك على إضطهاد أبنائه باعتبارهم يشكلون خطراً كامناً على مستقبل عرشه ، وتجبر بالتالي أبناء الإله الملك الطامحين إلى الحرية على قتل أبيهم أو عزله عن عرشه بالقوة . ولهذا يعتبر عصر زيوس عصر النظام والاستقرار الكوني والسياسي . ولقد شارك زيوس ، كبير الآلهة ورب السماء والأرض والبشر الفانين ، فريق من آلهة الأولمب الذين عنوا في ظله، وتحت زعامته ، بتسيير نظام الكون وتنظيم الجوانب المتعددة من حياة الآلهة الخالدة والبشر الفانين . وكان يتلوزيوس منزله ومقاماً بين آلهة الأولمب الكبرى شقيقه مزلزل الأرض بوسيدون Poseidon الذي اختص بالوهية البحار التي كانت مقصورة وقتها على بحري ايجة والمتوسط . وشقيقه الأخر هاديس Hades الذي اختص، بموجب قسمة تركة كرونوس بين أبناءه الذكور الثلاثة زيوس وبوسيدون وهاديس، بشؤون مملكة الظلمات (2) [ هوميروس : الإلياذة - النشيد الخامس عشر ] . أي بشؤون العالم السفلي ( تارتاروس ) الذي كان يبعد عن سطح الأرض مسافة تعادل المسافة التي تفصل بين الأرض والسماء. وحسب تقديرات أغارقة الجيل الخامس ، جيل هوميروس وهسيودوس ، فإن سقوط سندان برونزي من الأرض كان يحتاج لوصوله إلى تخوم العالم السفلي عشرة أيام بلياليها [ هسيودوس : ( الثيوجونيا ) ] وكانت تليهم منزلة وشأنا ً الربة هيراً Hera ابنة كرونوس وريا ، وشقيقة زيوس وبوسيدون وهاديس ، التي أصبحت بفضل زواجها من شقيقها ملك الأولمب زيوس تحتل المنزلة الأولى بين ربات الأولمب ، وتبسط سيطرة وسطوة أوسع من السيطرة المنوطة بها أصلاً كإلهة حامية للإسرة وضامنة للزواج الشرعي عند الآلهة الخالدة والبشر الفانين (3) . أما الربة هستيا Hestia ابنة كرونوس وريا و ذات الدور المتواضع، قياساً بدور أشقائها وشقيقاتها من آلهة الأولمب الكبرى ، فقد عنيت إضافة إلى وظيفتها الأساسية كربة للشعلة العامة والموقد العام برعاية شؤون المشردين واللاجئين (4) وبتدفئة منازل البشر الفانين ورعاية مواقدهم . أما السبعة المتبقين من ألهة الأولمب الكبرى فهم جميعاً من أبناء زيوس وهيرا ، ومن أبناء زيوس من ربات غير هيرا . ومن هذا الجيل من آلهة الأولمب الكبرى أريس Ares ابن زيوس وهيرا الذي اختص بشؤون الحرب ( إله الحرب ) وهيفستوس Hephaestus ابن زيوس وهيرا  الذي تملك النار واختص بشؤون الصناعة والفنون الحرفية . والربة أثينا Athena ابنة زيوس من زوجته الأولى حورية البحر الأوقيانوسية ميتيس Metis التي أصبحت إلهة للحكمة والعقل الراجح .(5)وأفروديت Aphrodite ابنة زيوس من حورية البحر الأوقيانوسية ديوني Dione ، والتي أصبحت لشدة سحرها وجمالها ربة للفتنة والجمال *. وارتيميس Artemis ابنة زيوس من سليلة التيتان ليتو Leto ، والتي عهد أليها بعالم الصيد والبراري( الهة الصيد ) . وأبولو Apollo ابن زيوس من ليتو والشقيق التوأم لأرتيميس ، الذي أصبح إلهاً للشعر والموسيقى وكل الفنون ،وإلهاً للنبوءات وعلاماً بالغيوب . وأخيراً هرمس Hermes ابن زيوس من البليادة مايا Maia الذي اختص بألوهية التجارة والفصاحة واشتهر كرسول لزيوس في المهمات الصعبة . أما بقية الآلهة من ساكني الأولمب فيعدون من آلهة الأولمب الصغرى التي تضم قائمة طويلة من الأرباب والربات أكثرهم من نسل زيوس الإله الشبق الذي اقترن بعدد كبير من الربات والحوريات الخالدات والنساء الفانيات ، وأقلهم من نسل بقية الآلهة . ومن هذا الجيل الذي سكن الأولمب يذكر في البداية ربة الصبا والشباب هيبي Hebe الذهبية التاج ابنة زيوس وهيرا، ومضيفة آلهة الأولمب الذين كانوا يتلقون منها في المآدب والحفلات العامرة حاجتهم من الأمبروسيا (6) Ambrosia والنكتار(7) Nectar قبل اقترانها من الأله الخالد هرقل Heracles ابن زيوس من الكميني (8) Alcmene . وايروس Eros إله الحب وابن سيدة العشق والجمال أفروديت من عشقيها الأول (9) إله الحرب أريس Ares . وربة الفتنة والشقاق ايريس Eris ابنة هيرا ، التي اشتهرت في الميثولوجيا الإغريقية من خلال دورها كمثيرة للفتن داخل الأولمب ، ومن خلال دورها في التحريض على الحروب والنزاعات إلى جانب إله الحرب أريس (10) . والربة قوس القزح إريس Iris الرشيقة ابنة توماس واليكترا التي كانت تجمع بين مهمتها كرسولة لرب الأرباب زيوس ، ووظيفتها المخملية كوصيفة أولى لسيدة الأولمب الربة هيرا . والإله الصغير هيمينيوس Hymeneus إله الزفاف المراسم الخاصة بحفلات زواج الآلهة ، وهو ابن الربة أفروديت من عشقيها الثاني إله الخمرة والكروم ديونيزيوس Dionysus . وإلى جانب هيمينيوس ومن زمرته كان يسكن الأولمب الإله الصغير كوموس Comus ، إله الموائد العامرة ومباهجها من سكر وعربدة ومجون . وموموس Momos ، ربة التسلية والسخرية التي كانت تحل على الدوام ضيفاً على موائد رفيقها كوموس . ومن أبرز ساكني الأولمب من طائفة آلهة الأولمب الصغرى بنات زيوس من عمته منيموزيني Mnemosyne ابنة أورانوس وجيا ، وهن طائفة من رباب الإلهام والفنون اللواتي عرفن باسم الموسات Muses ،وعددهن تسع ربات، وتضم هذه الطائفة الإلهية من ربات الإلهام والفنون الأولمبية ، الربة كليو Cleio التي اختصت بفن التاريخ ، ويوتربي Euterpe ربة الموسيقى والشعر الغنائي . وثاليا Thalia ربة الكوميديا.وميلبوميني Melpomene ربة التراجيديا . وتربسيخوري Trpsichore ربة الرقص والغناء الجوقي . وايراتو Erato ربة الشعر الغزلي . وبوليهمنيا Polyhmnia ربة الأناشيد البطولية والدينية وفن التمثيل . وأورانيا Urania ربة الفلك .وكاليوبي Calliope ربة الشعر الحماسي التي كانت تحتل موقع الزعامة بين ربات الإلهام والفنون ( هسيودوس : الثيوجونيا ). وإلى جانب ربات الإلهام والفنون الأولمبية اللواتي سكن الأولمب ، إضافة إلى قمة جبل هليكون المقدس ، كانت تسكن الأولمب بدورها ربات اللطافة ( الخاريتس) Charites ، أجليا Aglaea ،ويوفروسيني Euphrosune ، وثاليا Thalia .وهن ثلاث بنات من نسل زيوس ويورينومي ( ابنة تيثيس واوقيانوس ) اللواتي كان يشع الحب من عيونهن الساحرة ، وكن من فريق افروديت ربة الفتنة والجمال ومقربات من طائفة الموسات .كما كانت تســكن الأولمب ربات الفصول ( الهوراي ) Horae ، يونوميا Eunomia ربة الحكم العادل .وديكي Dike ربة الجزاء العادل . وإيريني Eirene ربة السلام ، وهن مجموعة من بنات زيوس من الربة ثيميس (ابنة أورانوس وجيا ) كن يشغلن وظيفة حارسات على مداخل الأولمب . وهذه المجموعة بدورها كانت مثل اللطائف مقربة من ربات الفنون ، كما كن ملحقات بأبيهن زيوس ويسكن على مقربة من القصر الملكي الذي شيده إثر زواجه من شقيقته وزوجته الأخيرة هيرا ابنة كرونوس وريا . وعلى مقربة من هذا القصر الملكي أيضاً جمع الحب بين هيبي ابنة زيوس من هيرا ، وهرقل ابن زيوس من الكمين ، الذي وجد راحته وسط آلهة الأولمب بعد مرور عمر مديد وكفاح طويل توج بأعماله البطولية الأثنى عشرة . ومن ساكني الأولمب نيكي Nike ( النصر) وزيلوس Zelus ( الحماسة ) وكراتوس Cratos ( السلطان ) وبيا Bia(القوة) وهم جميعاً من أبناء الربة ستكس Styx ابنة أوقيانوس التي كرمها سيد الأولمب زيوس إثر وقوفها مع ابنائها إلى جانبه في حربه مع التيتان ، وأصبحت بمثابة القسم الذي ينطق به الآلهة. كما كرم ابناؤها الأربعة من خلال منحهم حق الإقامة إلى جانبه في الأولمب [ هسيودوس : ( الثيوجونيا ) ] وكان هذا الفريق الأخير من أبناء ستكس مقرباً ً من سيد الأولمب زيوس لكونه يرمز إلى أربعةمن مظاهر تجلياته وخصاله . آلهة الشتات : لم تقتصر تجمعات الآلهة في العصر الأولمبي على آلهة الأولمب الكبري الذين كانوا في الغالب يعيشيون ويمارسون وظائفهم واختصاصاتهم على مقربة من قصر سيد الأولمب زيوس ، ولا على آلهة الأولمب الصغري الذين كانوا يعيشون ويمارسون وظائفهم واختصاصاتهم على مقربة من أجنحة ومقرات آلهة الأولمب الكبرى . فإلى جانب تجمع الأولمب ، وهو التجمع الأهم لآلهة الإغريق، انتشرت الآلهة ذكوراً وإناثاً ، أفراداً وجماعات ، وبحسب اختصاصاتها في البحار وأعماق البحار، وفي البحيرات والأنهار ، وقرب الينابيع والجداول والشلالات ، وفي الغابات والوديان، وعلى التلال والطرق ،وفي أعماق العالم السفلي، وأيضاً في أعالي السماء . وهذا التوزع الكوني، الذي فرضته على الآلهة طبيعة وظائفها واختصاصاتها ، شمل بدوره أيضاً آلهة الأولمب .أو بتعبير أدق، العديد من آلهة الأولمب الكبرى التي أقامت في قصور ومنتجعات وسط ساحات عملها واختصاصاتها . فآلهة الأولمب ليسوا جميعاً من ساكني الأولمب ،فالبعض منهم كانوا أصحاب أجنحة ومراكز يشغلونها خلال زياراتهم للأولمب الذي كانت أبوابه مفتوحة على الدوام للإلهة القادمة من بعيد ،وبلا استثناء ،شريطة وجود مبرر أو هدف من وراء زيارة أي رب أو ربة من آلهة الشتات للأولمب، أو لأحد أجنحته الخاصة بإحدى الرباب ، أو أحد الأرباب  . وحسب الميثولوجيا الإغريقية فإن الآله هاديس ملك العالم السفلي الذي كان يحتل إلى جانب شقيقه بوسيدون المنزلة الثانية بعد زيوس مباشرة في قائمة آلهة الأولمب الكبرى ، لم يكن من ساكني الأولمب ولم يقدم على زيارة مملكة زيوس في الأولمب سوى لعدة مرات ، ودائماً استجابة منه لضرورة قاهرة كانت تستدعي ذلك ،كما في حالات استجابته لبعض الدعوات التي وجهت إليه لحضور الاجتماعات الدورية، أوالطارئة ، لمجلس الآلهة الذي كان يدعو إليه ويتزعمه رب الأرباب جميعاً وسيد الأولمب زيوس ابن كرونوس . واستعاض عن جناحه الخاص به في الأولمب ،بقصر ملكي بناه في أعماق العالم السفلي ، ليكرس عزلته عن التجمع الرئيسي للإلهة في الأولمب ، واستطاب فيما بعد عزلته وسط مملكته تارتاروس إثر نجاحه في اختطاف برسيفوني Persephone ، ابنة ديميتر Demeter وزيوس ، التي آنست وحشته بعدما استطاب لها العيش في قصره ، واســـتطابت لها حياتها الجديدة ، كملكة وإلهة للعالم السفلي، إلى جانب زوجها هاديس ابن كرونوس (11) .كذلك الأمر كان حال الإله بوسيدون ، مزلزل الأرض وإله البحار، الذي شيد وسط أعماق بحر إيجه قصراً فخماً، واتخذه مسكناً لنفسه ولزوجته الحورية امفتريتي Amphitrite ، ابنة نيريوس الإله القديم الذي حكم البحر في عصر التيتان . وكذلك الأمر يتبين من خلال الميثولوجيا الإغريقية بأن الإله أبولو إله النبوءات ، اتخذ من " سرة الأرض " (12) في دلفي Delphes مسكناً له . كذلك الأمر يتبين من خلال نصوص الميثولوجيا الإغريقية بأن الربة ديميتر Demeter ، شقيقفة زيوس وأبنة ريا وكرونوس ، لم تكن مثل أشقائها وشقيقاتها من ساكني الأولمب ، ولا حتى من عداد آلهة الأولمب رغم أن نسبها ووظيفتها كربة كبرى ،وإلهة للغلال ، كانا يتيحان لها أكثر من غيرها السكن في أعالي الأولمب واحتلال المركز الرابع أو الخامس في قائمة آلهة الأولمب الكبرى بعد زيوس وهاديس وبوسيدون (13) ، كما يتبين من خلال النصوص المذكورة بأن الربة ذات المنزلة الرفيعة، ديميتر ،فضلت الأرض على أعالي السماء . كذلك الأمر كان حال إله الخمرة والكروم ديونيزوس Dionysus ، ابن زيوس من سليلة الآلهة سيميلي Semele ، فهو مثل الربة ديميتر من آلهة إخصاب الأرض، ويعد أحد الأرباب الأكثر بروزاً والأوسع انتشاراً ، ويعتبر مثل ديميتر أهم من بعض الأسماء التي تندرج ضمن قائمة آلهة الأولمب الكبرى ، مثل هستيا وهرمس ،وصاحب دور يتســــــاوى في أهميته، وأحياناً يزيد ، بالمقارنة مع أهمية دور بعض الأسماء الأخرى التي تندرج ضمن قائمة آلهة الأولمب الكبرى، مثل أبولو وأرتيميس وهيفيستوس وأريس وأفروديت . هذه المنزلة التي كان يتحلى بها ديونيزيوس ، ابن سيميلي وزيوس، لم تمكنه من احتلال الموقع الذي يليق به ضمن قائمة آلهة الأولمب الكبرى ، ولم تؤهله لحيازة جناح خاص به في أعالي الأولمب وبقي من ساكني الأرض ومن الجوالين في أرجائها . ومن طائفة الآلهة الثانوية من آلهة الشتات التي سكنت البحر، طائفة النيريديس Nereides ، وهن آلهة حوريات من بنات نيريوس الخمسين اللواتي سكن في أعماق بحر أيجه والمتوسط ، ومثيلهن طائفة الأوقيانوسيات Oceanides وهن أيضاً مثل طائفة النيريديس ،مجموعة آلهة من حوريات الماء اللواتي سكن بدورهن في أعماق بحر ايجه والمتوسط وفي البحيرات العذبة والأنهار . ويقابل هاتين الطائفتين من آلهة الشتات الثانوية التي سكنت البحار ، طائفتان من آلهة الشتات الثانوية التي سكنت السماء البعيدة ، أولهن الهياديس (14) Hyades ،وهن مجموعة حوريات من بنات أطلس تحولن بمساعدة رب الأرباب زيوس إلى نجوم متلئلئة في السماء ، وثانيهن البلياديس (15) Pleiades ، وهن أيضاً مجموعة أخرى من بنات أطلس تحولن بمساعدة من زيوس إلى سبعة نجوم متلئلئة في السماء وشكلهن الثريا . ومن آلهة الشتات الثانوية مجموعة الهاربيس Harpies، ايلو Aello ، وأوكيبيتي Ocypete وكيلاينو Calaeno ، وبودارجي Podarge ، ونيكوثوي Nicothoe ، وهن مجموعة إلهية كاسرة من بنات توماس واليكترا ، لها أجسام مجنحة مخيفة الشكل ، ورؤوس عذاري بمخالب طيور كاسرة ،وكانت تسكن وسط جزر البحر الايوني . ومن آلهة الشتات الثانونية أيضاً الأورياديس Oreades ، وهن مجموعات من حوريات الجبال والتلال المقربات من ربة الصيد أرتيميس، ومثيلاتهن النياديس Naides ، وهن مجموعة من حوريات الينابيع والبحيرات والجداول . ومن آلهة الشتات الثانوية أيضاً مجموعة الميلياديس Meliades وهن حوريات غابات البلوط والدردار اللواتي خلقن من الدم الذي تدفق من الإله اورانوس أثناء خصيه[ هسيودوس :(الثيوجونيا )]، ومن هذا الدم أيضاً خلقت الايرينيات Erinyes ، الشديدات البأس بدروعهن اللامعة ورماحهن الطويلة ، وهن ثلاث من ربات الانتقام كن مكلفات من قبل زيوس بمطاردة الخارجين عن شرعته في الأرض وفي مملكة الظلام، في الحياة وبعد الموت ، وهو دور يكمل الدور الذي كانت تقوم به في أرض الشتات ربة الانتقام نيميزيس Nemesis التي اختصت في مجال الاقتصاص العادل . ومن هذه العينات من ربات الشتات مجموعة المويراي Moerae ، أي الحظوظ ، وهن ثلاث من بنات زيوس وثيميس أولهن كلوثو Clotho ، وثانيهن لاخيسيس Lachesis ، وثالثهن أتروبوس Atropos منحهن زيوس شرفاً عظيماً عندما أوكل اليهن الحق في توزيع وتخصيص الخير والشر، والعناية بمسائل القدر والقسمة والنصيب عند الآلهة والبشر أجمعين . ومن ربات الشتات ايضاً مجموعة الهيسبيريدات Hesperides ،وهن ثلاث ربات حوريات من بنات الليل ،عملن في خدمة سيدة الأولمب الربة هيرا التي خصتهن بحراسة تفاحاتها الذهبية الثلاث التي كانت تزين حديقة الجنة في أقصى الغرب . ومن آلهة الشتات البارزة الربة هيكاتي Hecate ، التي كرمها وكرم عبادتها رب الأرباب زيوس، الذي منحها أيضاً امتيازات في الأرض والبحر والسماء . والربة الحورية ستكس Styx ، كبرى بنات أوقيانوس، التي مجدها زيوس وسط آلهة الأولمب والشتات ، والتي كانت تعيش بمعزل عن تجمعات الآلهة في بيتها العظيم الذي كانت تحيط به الصخور الهائلة من كل اتجاه، والمدعم من جميع جوانبه بأعمدة فضية شاهقة تكاد تلامس السماء [ هسيودوس : ( الثيوجونيا )] . إضافة إلى هيكاتي وستكس ، يعتبر من آلهة الشتات أيضاً طائفة هامة من الآلهة كالنوم، والموت ، والنزاع واللوم، والقضاء، والألم، والمنازعات ، والمعارك ،والقتل ،والاغتيالات ،والصداقة، والكراهية ،والحظ العاثر، والخداع، والنسيان، والقحط ،والكروب، والعصيان، والخراب .. الخ وإلى جانب هذه القائمة الطويلة من الآلهة المسماة بأسمائها ، كان لرب الأرباب والبشر أجمعين، زيوس ابن ريا وكرونوس، جيش من الآلهة فوق سطح الأرض الطيبة يقوم بحراسة البشر ومراقبة أحكامهم وأعمالهم العنيفة . وكان تعداد هذا الجيش الذي يجوب مسالك الأرض متنكراً على شكل رذاذ يربو على الثلاثين ألف إله خالد [ هسيودوس : ( الأعمال والأيام ) ] .
* كاتب فلسطيني








الهوامش 1- يذكر هسيودوس في " أنساب الآلهة " بأن أبناء أورانوس التيتان حاربوا أبناء كرونوس المتمترسين فوق أوليمبوس ،لأنهم لم يقبلوا بحكمهم وحكم زعيمهم زيوس . واستمرت الحرب الضروس عشرة أعوام لم يحقق من خلالها أحد الفريقين المتحاربين نصراً على الآخر . وأخيراً في محاولة منه لتثبيت عرشه وقهر التيتان المتمردين قام زيوس بتحرير الجبابرة الثلاث ، برياريوس ،وكتوس ، وجاييس ، الذين سبق وزج بهم أبيهم أورانوس في أعماق تارتاروس ، خلال فترة حكمه السابق على عهد كرونوس ،لأن أشكالهم المقرفة كانت تسبب له الهم والغم . وكان للجبابرة ،المطلق سراحهم من قبل زيوس ،الدور الأعظم في نصرته على أعدائه التيتان ،نظراً للقوة الخارقة التي كان يمتلكها هذا النوع من الجبارة المزود كل واحد منهم بخمسون رأساً ومائة ذراع . وبعد انتصار زيوس في حربه مع اعدائه التيتان ،التي بلغت درجة من العنف اهتزت بفعلها الأرض ،قام زيوس بزج التيتان المهزومين في جحيم تارتاروس .2- حسب القسمة التي تمت بين ورثة كرونوس ، تفيد الأسطورة الإغريقية بأن القسمة تمت بين أبناء كرونوس الذكور زيوس الذي ملك السماء، وهاديس الذي ملك العالم السفلي، وبوسيدون الذي ملك البحار. أما بالنسبة لبنات كرونوس، هستيا، وهيرا ، وديميتر، فكانوا خارج القسمة التي انحصرت بالأبناء الذكور دون غيرهم. وحسب الأسطورة ذاتها فإن الأرض التي بقيت من حق الأبناء الذكور الثلاثة، استحوذ عليها زيوس الذي أصبح فيما بعد ملكاً على السماء والأرض أيضاً . وكان استحواذ زيوس على الأرض، وتنصيب نفسه ملكاً عليها وعلى القاطنين فيها من مخلوقات وبشر فانين ، مدعاة لاستنكاره إلاله بوسيدون الذي انتقد احتكار زيوس للأرض وبسط سيطرته المطلقة عليها . ووجد فيه تحجيماً لسلطانه وسلطان هاديس وخروج على الشرعية . 3- لم تشتهر الربة هيرا من حيث وظيفتها المتواضعة كربة للنساء وللأسرة والزواج الشرعي، وانما اشتهرت كملكة متوجه ، إلى جانب زوجها رب الأرباب زيوس ، رغم أنها لم تكن مخولة بمقاسمته السلطان . كانت هيرا شخصية يحسب لها الآلهة ألف حساب ، بمن فيهم زوجها رب الأرباب زيوس ، الذي كانت تعامله معاملة الند للند ولم تخضع لإرادته كزوج وكرب للأرباب إلا في المسائل التي كانت تتفق فيها معه . أما في المسائل التي كانت تختلف فيها معه، فكانت تتخذ منه موقف المعارضة المتشددة التي كانت تصل إلى حد المجابهة في بعض الأحيان . كانت هيرا ، المحاربة القوية الصلبة، ربة في غاية الجمال، وكانت تتغنى بحسنها وجمالها رغم طبيعتها المحاربة، كما كانت تعتبر نفسها الأجمل بين الربات جميعاً بمن فيهم أثينا وأفروديت .4- تمتاز الربة هستيا عن غيرها من الأرباب والربات من خلال صورتها كربة مسالمة ودافئة ترمز إليها وظائفها كربة للموقد الذي يرمز إلى اهتمامها بتدفئة المنزل وبأمور معيشة القاطنين به. وكربة للموقد العام، وللشعلة العامة ، التي تقع في مركز ومنتصف المدينة - الدولة وترمز إلى عزها وإلى أمنها واستقرارها . أما وظيفتها كربة إغاثة لشؤون المشردين واللاجئين ، التي تعتبر امتداداً لوظيفتها الأساسية كربة راعية لبيت الأسرة ، فعلى الأغلب انها تعود في تاريخها إلى مرحلة الغزو الدوري القادم من الشمال، الذي تعرضت إليه أواسط وجنوب بلاد اليونان خلال القرن الحادي عشر السابق على الميلاد، وأدى إلى تدمير المدن والمقاطعات وتشريد سكانها من أيونيين وآخيين ،وغيرهم من القبائل الإغريقية، وتحويلهم جميعاً إلى مشردين ولاجئين في أصقاع الأرض ، بدءأ من جنوب إيطاليا وصقلية ،إلى جزر بحر إيجه وشواطىء البحر الأسود وشواطىء آسيا الصغرى الواقعة على البحر الأبيض المتوسط 5- حسب الأسطورة الإغريقية فإن الربة أثينا ابنة زيوس وميتيس ، لم تولد ولادة طبيعية ، أي من رحم أمها، وانما ولدت من رأس أبيها . وتفسر الأسطورة ذلك اللغز برواية تفيد بأن زيوس ابتلع زوجته الحامل ميتيس ،وحبسها في جوفه، إثر ظهور نبوءة تقول بأن أقدار ميتيس، زوجة زيوس الأولى ، تشير إلى أنها ستنجب غلاماً ذكراً يفوق أبيه بأساً وقوة . وحسب الأسطورة ذاتها فإن ميتيس أنجبت ابنتها أثينا وهي محجوزة وسط جوف زيوس ، وبأن الربة المولودة " أثينا " استقرت قرب دماغ أبيها زيوس وبدأت تتغذى منه إلى درجة تسببت فيها لزيوس بالآم مبرحة في الرأس . وظل زيوس على هذه الحالة ، التي تسببت له بالصرع ،حتى جاء الوقت الذي أخضع فيه زيوس للجراحة، وتم شق رأسه بواسطة بلطة عظمية من صنع هيفيستوس حررت أثينا وأراحت زيوس . 6- الأمبروسيا مزيج من العسل والطيب والسوائل الفواحة واللذيذة المذاق ، تصنع للآلهة فقط لأنه يضمن لمن يتناوله الشباب الدائم والخلود معاً . لذلك منعت الأمبروسيا عن البشر الفانين ، لأن استخدامه وسطهم يقلب الموازيين، ويجعلهم كالآلهة خالدين . إضافة إلى وظيفته كطعام للآلهة كانت الربات تستخدمنه في التطيب والاغواء، ويذكر هوميروس في الإلياذة ( النشيد الرابع عشر ) بأن الربة هيرا كانت عندما تريد إثارة زيوس ، واذكاء نار الحب في داخله، تمسح كامل جسدها بالأمبروسيا قبل الدخول إلى مخدعه 7- النكتار شراب الآلهة ، يؤخذ مع الأمبروسيا ولا يصرح بتناوله إلا للآلهة الخالدين . وهو مكون من عصير مقطر مأخوذ من عدة أنواع من الأعشاب النادرة 8- كانت هيبي آخر زوجات هرقل ابن زيوس وألكميني ،وكان الزواج بقرار من زيوس الذي أراد إسكان ابنه وسط الأولمب ، وضمان حياة مستقرة وهانئة له ، بعد عمر حافل بالمشقات ،والأعمال البطولية ،التي عجلت بشيخوخته . وحسب الأسطورة فإن هرقل ابن الكميني قضى في الأولمب مع زوجته هيبي سنواته الأخيرة حيث نقل بعدوفاته إلى جزائر السعداء . وكان زواج هرقل من هيبي تتويجاً للمصالحة التي تمت ، وفقاً لإرادة زيوس ، بين هرقل وزوجة أبيه الربة الناقمة هيرا ، التي بقيت متمسكة بعدائها لهرقل ابن الكميني منذ يوم مولده وحتى مرحلة ما قبل زواجه من ابنتها هيبي واستقراره في الأولمب . 9- كانت أفروديت متزوجة من إله الصناعة هيفيستوس،ولها عشاق كثر بين الآلهة أبرزهم وأولهم الإله أريس ،إله الحرب ،وهنالك اسطورة شهيرة تتحدث عن ضبط هيفيستوس لكل من أفروديت وأريس وهما في حالة الجماع ، وسوقهما بالأصفاد وهما عاريين تماماً إلى ساحة الأولمب حيث أدينا بجريمة الزنا .أنجبت أفروديت من عشاقها العديد من الأبناء ، ذكوراً وإناثاً ،لكنها لم تنجب من زوجها الشرعي هيفيستوس. 10- إيريس إبنة هيرا ، ولكنها ليست ابنة لزيوس . وحسب الأسطورة الإغريقية السائدة عن ولادة إيريس ، فإن الربة هيرا وضعتها من غير ضجوع ، وجعلت منها توأماً لأبنها الذكر أريس ، وكان هدفها من وراء ذلك إغاظة زوجها زيوس الذي خلق الربة أثينا من دماغه 11- تقول الأسطورة الإغريقية عن هاديس وبرسفوني ، بأن الإله هاديس أقدم على اختطاف العذراء برسفوني ، ابنة شقيقته ديميتر وشقيقه زيوس ، وفر بها إلى معقله في العالم السفلي . وبأن برسفوني ، التي رفضت في البداية الإقتران من خاطفها البغيض هاديس ، رضخت للأمر الواقع إثر تدخل زيوس ،الذي نجح في إبرام تسوية بين هاديس والأم الغاضبة ديميتر تنص على حق الأم في استعادة ابنتها ثلثي كل عام ، وحق الزوج في استرداد زوجته خلال الثلث الثالث من كل عام . كما تفيد الأسطورة ذاتها بان العذراء الوديعة برسفوني ، التي رضخت في البداية لإرادة خاطفها هاديس ، أصبحت فيما بعد شريكة لزوجها البغيض في إدارة وحكم العالم السفلي . وخلال هذه المرحلة الملكية أصبحت برسفوني تظهر في الميثولوجيا الإغريقية بصورة ملكة بغيضة تقوم بالإشراف على أعمال القهر والتعذيب ، وأصبح اسمها يدب الرعب في القلوب . 12- دلفي ، هي حسب الميثولوجيا الإغريقية " مركز الأرض " . وهذا التحديد قائم على أسطورة تقول بأن زيوس وضع في دلفي حجراً مستديراً أبيض اللون عرف باسم حجر أومفالوس "Omphalos " حدد فيه موقع دلفي كسرة للأرض . وحول هذا الحجر الذي يشـير إلى " سرة الأرض " أقام أبولو مركزاً لعبادته ، ومن هذا المركز كان يطلق نبوءاته . 13- لا تذكر الميثولوجيا الإغريقية سبباً لأسقاط اسم ديميتر من قائمة آلهة الأولمب رغم أنها ، مثل هستيا وهيرا ، من بنات كرونوس ولها الحق مثل أشقائها وشقيقاتها بالحصول على هذا الأمتياز ، واحتلال هذه المنزلة الملكية الرفيعة في أوساط الآلهة . والسبب في إسقاط اسم الربة ديميتر من قائمة آلهة الأولمب لا يعود إلى وظيفتها وطبيعة دورها كربة للغلال مضطرة لأداء وظيفتها في الأرض لا في السماء ، لأن صفة الإله الأولمبي لا تطلق على ساكني الأولمب وانما إلى أصحاب المنزلة الملكية والأمتيازات في أوساط الآلهة . فبوسيدون كانت وظيفته تحتم عليه العيش وسط مملكته البحرية ،وهاديس كانت وظيفته تحتم عليه أيضاً العيش وسط مملكته السفلية . وحسب الأسطورة أيضاً فإن الربة ديميتر ، التي لم تكن من آلهة الأولمب ، سكنت الأولمب بعد زواجها من شقيقها زيوس ، وانجابها منه لابنتها برسفوني ، ثم غادرت الأولمب نهائياً بعدما هجرت زوجها زيوس ، إثر اكتشافها لمؤامرة زوجها وتواطئه مع شقيقه هاديس الذي حصل على موافقته قبل إقدامه على أختطاف برسفوني 14- الهياديس ، سبع حوريات من نسل أطلس هن امبروسيا ، ويودورا ، وبيديلي ، وكورونيس ، وبولوكسو ، وفوتو ، وديوني . رفعهن زيوس إلى السماء وشكل منهن مجموعة نجمية ممطرة . ويعود سبب تكريم زيوس للهياديس إلى دورهن في احتضان ابنه ديونيزيوس ، ابن سيميلي ، الذي فقد أمه قبل ولادته . وهنالك أسطورة أخرى تقول بأن زيوس رفعهن إلى السماء ، وحولهن إلى مجموعة نجمية ، بعدما فجعن بمقتل شقيقهن " هياس " وبقين رغم ذلك يذرفن الدموع حتى سمين بـ " الممطرات " . 15- البلياديس ، سبع حوريات من نسل أطلس ، كن مرافقات لأرتيميس ربة الصيد . أشهرهن أليكترا ومايا . أما البقية فهن تاوجيتي ، وألكووني ، وستيروبي ، وكيلانيو ، وميروبي . وهن شقيقات للهياديس ، وتقول الأسطورة بأن زيوس رفعهن إلى السماء ، وشكل منهن الثريا ، لإبعادهن عن مطاردات الصياد العملاق أوريون الذي تحول بدوره إلى نجمة في السماء .



حسن عبد العال

باحث فلسطيني مقيم في سوريا


موبايل:(00963944094429)

الجمهورية العربية السورية - حمص ص । ب 1156،
هاتف 264016 ، فاكس 486634- 486635-31-0963
موبايل ( 094429-0944 )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق