الجمعة، 25 يونيو 2010

لأنه كان معاديا للصهيونية: حسن عبد العال

لأنه كان معاديا للصهيونية

حسن عبدالعال

25-6-2010م

منذ إطلاق سراح الخبير النووي الإسرائيلي مردخاي فعنونو في نيسان 2004 ، بدأت إسرائيل باتباع سياسة التضييق و الحصار و فرض الإقامة الجبرية على السجين السابق خشية من الإدلاء بمزيد من المعلومات التي مازالت في جعبته عن الترسانة النووية الإسرائيلية بعد ما أقدم منذ خريف عام 1986 على إفشاء معلومات عن مفاعل ديمونا و قدمها موثقة بالصور الدالة على تصنيع إسرائيل للقنابل الذرية و النيتروجينيه و الهيدروجينية إلى صحيفة " الصندي تايمز " البريطانية ، و محررها الصحفي البريطاني بيتر هونام ، الذي نشر فيما بعد من خلال كتابه (امرأة من الموساد : عذاب مردخاي فعنونو) لندن 1999 ، القصة الكاملة للخبير النووي الإسرائيلي منذ خروجه من إسرائيل و بصحبته فيلمين عن موجودات مفاعل ديمونا ، و عودته مخطوفا إلى إسرائيل برفقة رجال الموساد.الخشية الإسرائيلية من فعنونو الذي فرض القضاء الإسرائيلي بحقه مؤخرا (بتاريخ 16/11/2004) الإقامة الجبرية بطلب من الشرطة وفي محاولة من الأجهزة الأمنية الاسرائيلية لوضع هذا الرجل العنيد في صندوق محكم الإقفال . لا تعود إلى صلابة الرجل و عناده بقدر ما تعود أساسا من شعورها بالخطر الناجم عن فقدان فعنونو بالإحساس بالمواطنة و الانتماء إلى دولة إسرائيل منذ سنوات عمله الأخيرة في مفاعل ديمونا على خلفية شعوره الذي بدأ يتزايد ويترسخ منذ ذلك الوقت بانتمائه العربي كيهودي مغربي يعاني أبناء جلدته الذين قدموا من الأقطار العربية إلى إسرائيل من نظام التمييز العنصري الذي يقدم الاشكناز الأوروبيين على السفاراد الشرقيين و يعتبرهم مواطنون يهود من الدرجة الثانية . كما يقوم على الاتجاه السياسي الذي اختطه لنفسه والذي كان يدعو على طريقة العديد من مناضلي حركة الفهود السود أمثال شارلي بطون و سعديا مرصيانو إلى توحيد النضال داخل إسرائيل بين اليهود العرب و الفلسطينيين . و بحسب صحيفة " هآرتس " التي بدأت بجمع المعلومات عن شخصية فعنونو بعد تفجير قنبلته النووية على صفحات "الصندي تايمز" بتاريخ 5/10/1986 فإن فعنونو الخبير الفني في مفاعل ديمونا الذي قرر الالتحاق بالجامعة لدراسة الفلسفة في أوقات فراغه ، بدأ منذ بداية الثمانينات بنسخ تحالفات مع الطلبة الفلسطينيين و اتخذ لنفسه ، وهو السفارادي الناقم القادم مع أسرته من مراكش، خطاً سياسيا يدعو إلى التحالف مع الشعب الفلسطيني و مناصرته في نضاله الهادف إلى استرجاع حقوقه كاملة غير منقوصة , و بحسب "هآرتس" في عددها الصادر بتاريخ 17/11/1986 فإن فعنونو الذي شارك في تشرين الثاني من عام 1985 – عام استقالته من عمله في مفاعل ديمونا – في ندوة للدفاع عن التراث العربي لليهود من أبناء الجاليات اليهودية العربية في إسرائيل ألقى خطابا من فوق منصة يرتفع عليها علم فلسطين طالب فيه بوحدة نضال اليهود العرب و الفلسطينيين ضد العنصرية الصهيونية و دعا إلى قيام دولة فلسطينية بطريقة حرص من خلالها إلى الامتناع عن القول "إلى جانب دولة إسرائيل" ، أي بحسب هآرتس بطريقة توحي بالقول "بدلا منها" وليس " إلى جانبها "0و من داخل سجنه ظل فعنونو متمسكا بقناعاته و حريصا على كشف المزيد عن الأخطار الناجمة عن امتلاك إسرائيل للسلاح النووي كما جاء في صحيفة " زوهد يرخ" التي نشرت في 22/7/1987 رسالته إلى النائب شارل بطون ( و أعضاء الجبهة الديموقراطية ) . و من خلال هذه الرسالة ، أو بتعبير أدق الجزء الذي أجازت الرقابة بنشره تقدم فعنونو بعرض الأسباب الحقيقية التي كانت من وراء كشفه المتعمد و المعزز بالصور التي التقطها بنفسه من داخل مفاعل ديمونا لحقيقة امتلاك إسرائيل للسلاح النووي 0 ومن خلال عرض هذه الأسباب يتضح بأن ما كتبه عن مخاوفه على مستقبل المنطقة وشعوبها من ظاهرة امتلاك دولة لا تلتزم بمبادئ وقيم دولية متعارف عليها لسلاح نووي ، كتبه فعنونو تحت وقع آخر ما وصله من أنباء عن المجازر التي كانت ترتكبها اسرائيل بحق الشعب اللبناني الذي كان فعنونو متعاطفا معه ومع حركته الوطنية المقاومة للاحتلال الاسرائيلي.
ـ انتهى ـ


حسن عبد العال

باحث فلسطيني مقيم في سوريا

mervat10mm@yahoo.com

موبايل:00963944094429

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق