الاثنين، 14 يونيو 2010

عن أميركا البيضاء التي بدأت تصطبغ بالرمادي:حسن عبد العال

عن أميركا البيضاء التي بدأت تصطبغ بالرمادي

حسن عبد العال

14-6-2010م

تشهد أميركا هذه الأيام ظاهرة تنامي موجة القلق الناجمة عن ظاهرة الإغراق الديموغرافي اللاتيني والآسيوي الذي بدأ ، بعد نحو أربعة عقود على بداية فتح منافذ أميركا أمام المهاجرين من دول العالم الثالث ، بتغيير ملامح وجه أميركا البيضاء الأنكلوساكسونية واكسابها وجه ذو سمات وملامح هجينة باتت تبدو بجلاء ، وعلى نحو مثير للقلق ، على امتداد الخارطة العرقية الراهنة للولايات المتحدة0واذا كان الأميركيون البيض المختلفون حول تحديد لون أميركا اليوم من خلال توصيفاتهم لما بات عليه لون الأمة بين البني والرمادي ، الترابي والزيتوني . أو بدرجة القتامة التي بات عليها وجه أميركا البيضاء ، فانهم متفقون دون شك على أن التحولات الديموغرافية الأخيرة الناجمة عن نحو أربعة عقود من تدفق المهاجرين من أميركا اللاتينية وآسيا قد جعلت من أميركا ، التي كانت تصور في الخمسينات والستينات من القرن المنصرم بوجه أبيض لفتاة أنكلوساكسونية شقراء موشحة بندبة سوداء ( في إشارة للأقلية الزنجية ) ، أميركا أخرى هجينة ، ذات بشرة داكنة أو هي أقرب للداكنة0ففي الستينات من القرن المنصرم كانت أميركا منقسمة بين أكثرية بيضاء أنكلوساكسونية تدين غالبيتها المطلقة بالعقيدة البروتسنتية ، وأقلية هامشية سوداء تدين بالعقيدة ذاتها 0 ومع بداية النصف الثاني من الستينات ، وإثر صدور القرار المشؤوم لعام 1965 ـ بحسب وصف الكتاب الأميركيين الأنكلوساكسون له بالطبع ـ الذي فتح باب الهجرة الجديدة على مصراعيه أمام الراغبين بالهجرة من أميركا اللاتينية وآسيا ، بدأت أميركا عقدا بعد عقد تشهد على امتداد مساحة خارطتها العرقية إنحسار الرقعة البيضاء التي كان يشغلها الأميركان البيض الأنكلوساكسون ، أمام المد المتواصل والمتعاظم للرقعة الملونة التي بات يمثلها اليوم ( إضافة للأقلية الزنجية ) حملة الجنسية الأميركية من ابناء الجاليات المتحدرة من اصول أميركية لاتينية وأسيوية 0 وبحسب الأرقام التي يفيدنا بها الأميركيون المشتغلون بالتحولات الديموغرافية الحديثة التي باتت تشهدها الخارطة العرقية للولايات المتحدة منذ منتصف الستينات من القرن المنصرم وحتى بداية الألفية الجديدة ، فان الرقعة التي كان يشغلها الأميركان البيض الأنكلوساكسون على امتداد الخارطة العرقية المذكورة قد بدأت بالإنكماش والتقلص عقداً بعد عقد ، وعاما بعد عام ، من نسبة 90 في المئة التي كانوا يشغلونها مع بداية عام 1965 ، إلى أقل قليلا من 70 في المئة التي أصبحوا يمثلونها حقيقة وفعلاً حتى نهاية عام 2005 ، أو بداية عام 2006 . أي بانحسار ما نسبته نحو 20 في المئة خلال أربعة عقود خلت ، ومن المتوقع بحسب تقديرات رسمية سابقة صدرت عن مكتب الإحصاء الأميركي بواشنطن عام 1996 أن تنحسر النسبة التي سيشكلها الأميركان البيض الأنكلوساكسون مع اقتراب عام 2050 إلى 53 في المئة من سكان الولايات المتحدة 0 في حين سيشكل الهِسبان وحدهم ( أي الناطقين بالإسبانية المتحدرين من اصول أميركية لاتينية ) نحو 25 في المئة من الأميركيين 0 أما بحسب توقعات غير رسمية أو شبه رسمية لاحقة وردت في تقارير ومؤلفات صدرت مع بداية الألفية الجديدة ، فإن التقديرات باتت تشير إلى أن نسبة الأميركان البيض الأنكلوساكسون ستكون في حدود 50 في المئة أو أقل قليلا من ذلك مع إقتراب عام 2050 ، في حين سيشكل الهِسبان نحو 25 في المئة عام 2040، وأكثر من ذلك قليلا مع اقتراب العام 2050 ، أي مابين 26 – 27 في المئة من التعداد العام لسكان الولايات المتحدة عام 2050 0 واستنادا إلى هذه المعطيات والتوقعات الديموغرافية فإن ما نسبته نحو 73 في المئة من الأمة الأميركية ستتشكل حتما من العنصران الأنكلوساكسوني والهِسباني والباقي من الزنوج الذين يشكلون اليوم نحو 12 في المئة ، وسيغدون مع نهاية النصف الأول من القرن الحالي نحو 14 في المئة لا أكثر 0 والآسيويون الذين يشكلون اليوم نحو 3 في المئة ، وسيغدون مع نهاية النصف الأول من القرن الحالي نحو 8 في المئة على الأكثر 0 أما الهنود ( الحمر) وسكان آلاسكا الذين يشكلون اليوم نحو 1 في المئة من سكان الولايات المتحدة فسيبقون محافظين على نسبتهم لا أقل ولا أكثر.الهِسبان قادمون :يشكل الهِسبان اليوم نحو 14 في المئة من سكان الولايات المتحدة ، وهي نسبة تفوق قليلا نسبة الزنوج الأميركيين ، وتزيد بنحو أربعة أمثال ونيف نسبة الأميركيين المتحدرين من اصول آسيوية 0 واستنادا إلى هذه النسب التي باتت تشكل عامل قلق في أوساط المحذرين من خطر الملونين على الهوية الأميركية الموروثة ، وبالأخص على صعيد انحسار نسبة الأميركان البيض الأنكلوساكسون الذين يمثلون الركن الأول من أركان الهوية المذكورة ، يمكن تفهم ظاهرة قلق أميركا البيضاء من ظاهرة اتساع رفعة الملونين المتحدرين من أصول مختلفة على امتداد الخارطة العرقية للولايات المتحدة ، وبالتالي تفهم بواعث ردود الفعل المنددة بما آل إليه قانون الهجرة لعام 1965 الذي تسبب ، بحسب زعمهم ، بظاهرة الاغراق الديموغرافي المستفحلة التي بدأت تشهدها البلاد 0 ولكن هذا التفهم لا يسعفنا في فهم حقيقة ما يجري إلا على صعيد التوجه العام 0 أي على صعيد عودة الذهنية الأنكلوساكسونية إلى ثقافتها العرقية الأصيلة القائمة على التميز بين الأعراق وذلك بعد نحو أربعة عقود من وضعها على الرف خلال حقبة الحرب الباردة . ولكن إذا كانت عودة أميركا البيضاء الأنكلوساكسونية إلى ثقافة التمييز التي ، كما تبدت ارهاصاتها الأولية ، باتت تطال المهاجرين الجدد القادمين من أميركا اللاتينية وآسيا ، اضافة إلى الأميركيين الأصلاء المتحدرين من اصول افريقية ( الزنوج ) ، فان الحملة الدعائية المناهضة للملونين وللمهاجرين بعامة ، لم تعد تتخذ هذه الأيام بعداً واحدا ، أو مسارا محددا ، يضع كل المهاجرين الجدد في سلة واحدة ( رغم أن الحذر بدأ يطال الجميع بلا استثناء ) . ولكن تركيز الخطر الذي بات يهدد الهوية القومية للولايات المتحدة على فئة الأميركان الجدد المتحدرين من اصول أميركية لاتينية دون سواهم ، أو بتعبير أدق أكثر بكثير من سواهم ، بات يشير إلى أن موجة القلق الناجمة عن ظاهرة الاغراق الديموغرافي باتت تميز من وجهة نظرها بين السيء والأسوأ ، فالزنجي سيء وكذلك الأمر المتحدرين من أصول آسيوية 0أما الهِيسبان المتحدرون من اصول أميركية لاتينية ، وبخاصة المكسيكيون الذين يشكلون ثلثا المهاجرين الهِسبان ( أي بالأرقام نحو 25 مليون مكسيكي أميركي حتى بداية عام 2006 ) فهم الأسوأ 0 ومرد ذلك بحسب دعاة المحافظة على أميركا البيضاء الأنكلوساكسونية من خطر الملونين عائد إلى أن الزنوج لايشكلون خطرا راهنا ولا مستقبليا على الهوية الأميركية ، لأن هذه الزمرة العرقية مندمجة طوعا في الأمة الأميركية ومتكيفة مع طراز الحياة والثقافة الأميركية السائدة ، وكذلك الأمر بالنسبة إلى المتحدرين من أصول آسيوية ( هنود ، صينيون ، عرب ... ) فهم بدورهم ، وبالرغم من حرصهم على التمسك بثقافاتهم الأصلية ، مندمجون في الحياة الأميركية ، يتعلمون الإنكليزية التي تزيد من حالة التكيف والإندماج وليست لديهم بالتالي أية مشاكل مع الثقافة الأميركية السائدة ، ولا أية اعتراضات على الهوية القومية لأميركا البيضاء الأنكلوساكسونية 0 أما الهِسبان المتحدرون من أصول أميركية لاتينية فهم الذين باتوا يمثلون الخطر بعينه على الهوية الأميركية الموروثة . وهذا ليس بعائد إلى ما باتوا يمثلونه اليوم من التعداد العام للأميركيين ، ولا بالنسبة لما سيمثلونه في المستقبل القريب ، رغم أن التوقعات تشير إلى إمكانية مضاعفة عددهم مع نهاية النصف الأول من القرن الحالي0 فأميركا المتعددة الأعراق والمتنوعة الثقافات قادرة عن استيعاب ذلك رغم ما سيسببه من عسر هضم ، ولكن المشكلة تكمن في تركيب العنصر البشري للجماعات الهِسبانية غير القابل للاندماج في الحياة الأميركية ، ليس بمعنى افتقار هذه الجماعات للقدرات النفسية التي تساعد البشر على الإندماج والتكيف ، وانما بمعنى أن هذه الجماعات أقدمت على إتخاذ مواقف إرادية لم تعد تقتصر على رفض الاندماج ، وانما تعداه إلى رفض الاعتراف بالهوية الأميركية الموروثة التي مازال يجاهر الأنكلوساكسون بأنها الهوية القومية المركزية الوحيدة للأمة 0 والمجاهرة من قبلهم بالمقابل بالأمة والهوية الهِسبانية وبأميركا تتعايش فيها الهويتان الأنكلوساكسونية والهِسبانية على قدم المساواة بدلا من طغيان ودكتاتورية الهوية الأنكلوساكسونية الرسمية السائدة التي لا تعترف بالهويات الأخرى ، وان اعترفت بذلك فهو اعتراف بهويات هامشية وتابعة تدور في فلكها وتتظلل تحت خيمتها 0وبحسب التقارير والدراسات التي تنالت ظاهرة الهِسبانية غير القابلة للاندماج في الحياة الأميركية ، فان الأسباب الكامنة وراء هذه الظاهرة باتت تتعلق بشكل أساسي بطبيعة التوزع الجغرافي للمهاجرين المتحدرين من اصول لاتينية والذي ينحصر ويتركز بنسبة تزيد عن 90 في المئة وسط الولايات الجنوبية ( مثل فلوريدا ، وآلاباما ، وميسيسيبي ) والجنوبية الغربية ( مثل كاليفورنيا ، وآريزونا ، وتكساس ، ونيومكسيكو ) 0 فظاهرة انتشار المهاجرين الهِسبان حصرا في الولايات المذكورة ـ بالإضافة إلى نيويورك التي يتجمع فيها المهاجرين الهِسبان القادمين من بوتورريكو والدومنيكان ـ جعل من المتحدرين من اصول لاتينية عنصرا أساسيا من عناصر التركيبة السكانية لهذه الولايات التي بات يصح توصيف بعضها بأنها اصبحت ولايات أنكلوساكسونية ـ هِسبانية . وبحسب العديد من الكتاب والباحثين الأميركيين الذين تابعوا هجرات المتحدرين من اصول لاتينية فإن قرب السواحل الجنوبية للولايات المتحدة من سواحل أميركا اللاتينية هو الدافع وراء اختيار ولايات مثل فلوريدا ، وألاباما ، وميسيسيبي 0 ولذات السبب فان إقتراب ولايات مثل كاليفورنيا وأريزونا وتكساس ونيومكسيكو من حدود المكسيك المجاورة هو الدافع وراء اختيار هذه الولايات كمكان للعيش وكسب الزرق0 ويمكن القول اضافة إلى هذا العامل المتعلق بالتوزع والتمركز الجغرافي للهِسبان في الولايلات الجنوبية والجنوبية الغربية بأن هنالك أسباب ثقافية تتعلق باللغة الاسبانية التي تعتبر لغة العلم والتخطاب عند شعوب أميركا اللاتينية إلى جانب الكاثوليكية التي تعتبر العقيدة السائدة عندها ، وأيضا لتشابه العنصر البشري والعادات والتقاليد بين الشعوب المختلفة التي تتشكل منها أميركا اللاتينية ، فكل ذلك دفع بدافع استسهال الحياة ومقتضيات المعيشة والعمل إلى التفاف المهاجرين اللاتين نحو بعضهم البعض ، والاستقلال في أحياء خاصة كانت تعرف في زمن الستينات بالأحياء اللاتينية ، في حين أصبح بعضها يشكل اليوم ، وسط المدن الأنكلوساكسونية القديمة ، مدناً هِسبانية عامرة وقائمة بذاتها تعتمد الاسبانية حصرا كلغة للعمل والتخاطب والاتصال والايصال ، ولها مدارسها ومراكزها الثقافية ، اضافة إلى أسواقها ومراكزها التجارية والصناعية ، ومراكز الاتصالات والاذاعات ومحطات التلفزة والصحف الخاصة بها والتي تمتلكها شركات هِسبانية مئة في المئة0 كما هو واقع الحال في مدن أميركية كبرى مثل ميامي عاصمة ولاية فلوريدا ذات الأكثرية الكوبية ، ولوس أنجلس عاصمة ولاية كاليفورنيا التي بات يشكل المكسيكويون وحدهم نحو 60 في المئة من التعداد العام لسكانها ، إضافة إلى نحو12 مدينة اميركية أخرى في كاليفورنيا وأريزونا ونيو مكسيكو وتكساس بات يشكل المكسيكيون مابين 70 – 90 في المئة من سكانها 0 الأمر الذي فرض اعتماد العديد من الولايات الجنوبية والجنوبية الغربية للاسبانية كلغة رسمية في العقود والتعاملات التجارية والمالية والعقارية والمرافعات أمام المحاكم ، وغير ذلك من التسهيلات التي منحت للهِسبان في الولايات المذكورة بحكم الأمر الواقع ، حتى بات المهاجر الكوبي في فلوريدا يشعر بأنه لم يغادر بلده الأصلي ولايحتاج لتعلم لغة أخرى إلى جانب لغته الاسبانية ، وكذلك الأمر حال مثيله المكسيكي الذي بات بامكانه أن يعمل ويعيش ويكون أسرة ويحقق ثروة وسط ولاية كاليفورنيا من دون أن يضطر إلى نطق كلمة انكليزية واحدة0 فكاليفورنيا الجنوبية ، أو بتعبير أدق القسم الجنوبي من ولاية كاليفورنيا ، بات مكسيكي تماما كما هو واقع الحال بالنسبة للقسم الجنوبي من ولاية فلوريدا الذي بات كوبي تماماً 0 وكنتيجة عن هذه الظاهرة التي بدأت تفعل فعلها وتدخل إلى عالم المفردات والمصطلحات بات سكان ميامي يألفون عبارات مثل ( كوبا الجديدة ) أو ( كوبا بدون كاسترو ) ، كما بات سكان لوس أنجلس يألفون عبارات مثل ( مكسيفورنيا ) وهو مصطلح يرى البعض بضرورة أخذه بجدية لأنه بات تعبيرا عن حقيقة الحضور الطاغي والشديد التأثير على المستويات كافة للجالية المكسيكية في ولاية كاليفورنيا اليوم ، وعلى ذات القياس يرى العديد من الكتاب والباحثين الأميركيين الذين واكبوا الظاهرة الهِسبانية ( وأغلبهم هذه المرة من الهِسبان ) بضرورة أخذ مصطلح الأمة الأنكلوساكسونية ـ الهِسبانية ، أو الهوية الأنكلوساكسنوية ـ الهِسبانية بكل جدية 0 لأن التوقعات عن العقود القليلة القادمة تؤكد حتمية هذه النتيجة التي يحتاج إقرارها إلى موافقة الأنكلوساكسون لهذا التوصيف الجديد للأمة ولهويتها القومية. وفي حال عدم توفر هذا الشرط ، واستمرار الأميركان البيض الأنكلوساكسون بالتمسك بالهوية الأميركية الموروثة وبمركزية الثقافة الأنكلوـ بروتستتنية ، فإن ملامح المستقبل القريب باتت تشير إلى أن الجنوب الأميركي على امتداد المساحة الواصلة بين فلوريدا شرقاً وكاليفورنيا غربا ستغلب عليه الصبغة الهِسبانية ، ليس فقط على الصعيد الجغرافي والسكاني ، أو على صعيد التغيرات الإجتماعية الناجمة عن طغيان ظاهرة الهسبنة التي باتت تطبع بطابعها قسماً كبيراً من المجتمع الجنوبي اليوم0 وإنما أيضا على الصعيد السياسي ، على صعيد رسم السياسات الداخلية والخارجية التي ، ومن دون أدنى شك ، ستتأثر على الصعيد الأول بمطالب المتحدرين من أصول لاتينية الذين باتوا يشكلون قوة انتخابية صاعد ة سيكون لها عظيم الأثر في تشكيل وتحديد ملامح مجلسي النواب والشيوخ خلال العقود القليلة القادمة0 أما على الصعيد الثاني المتعلق برسم السياسات الخارجية فمن المتوقع ، بحسب إجماع المتنبئين بما ستؤول إليه التوجهات الدبلوماسية للولايات المتحدة خلال العقود القلية القادمة ، أن ينتقل مركز اهتمام السياسة الخارجية من أوراسيا ، حيث كان ينصب تركيز الإدارات الأميركية المتعاقبة منذ مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية على أوروبا والشرق الأوسط ، إلى القضايا والمشكلات التي تهم أميركا اللاتينية التي ستمثل في مستقبل قريب " القارة الأم " ومسقط رأس ثلث سكان الولايات المتحدة الأميركية.
ـ انتهى ـ




حسن عبد العال

باحث فلسطيني مقيم في سوريا

mervat10mm@yahoo.com

موبايل:00963944094429
http://freepalestine1.blogspot.com/

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق