الاثنين، 28 يونيو 2010

مغامرات زيوس في الميثولوجيا الإغريقيــــة : حسن عبد العال

مغامرات زيوس في الميثولوجيا الإغريقيــــة

حسن عبد العال

29-6-2010م

إمتاز عصر الآلهة الأول منذ بداية تشكل الكون بزواج الأم من وليدها ، كما حصل مع الإلهة الأم جيا التي اقترنت من وليدها أورانوس وأنجبت منه ستة مردة ذكور ( تيتان ) Titans وست إناث ( تيتانيد ) Titaneds ، إضافة إلى العمالقة الهيكاتونخيريس Hecatonchires والكيكلوبس Cyclopes. وكما حصل أيضاً مع جيا التي أنجبت من ذاتها الإله بونتوس ، واقترنت من وليدها المذكور وأنجبت منه نيريوس، وفوركيس ، وكيتو ، وثوماس . كما امتاز عصر التيتان كرونوس ، ابن جيا وأورانوس، بزواج الأشقاء من شقيقاتهم وأخواتهم حيث شهد هذا العصر زواج أوقيانوس من أخته التيتانيد " تيثيس " ابنة جيا وأورانوس ، التي أنجبت له خمسون حورية من عرائس البحر اللواتي اشتهرن باسم الأوقيانيديس . وزواج هيبريون ، ابن جيا وأورانوس ، من شقيقته التيتانيد " ثيا " التي أنجبت منه هيليوس إله الشمس ، وايوس إلهة الفجر، وسيليني ربة القمر . كما توج هذا العصر بزواج كرونوس ، ابن جيا وأورانوس ، من شقيقته التيتانيد " ريا " التي أنجبت منه الأرباب والربات هستيا، وهيرا ، وديميتر ، وهاديس ، وبوسيدون ، وزيوس .أما في العصر اللاحق على عصر كرونوس وماتلاه من عصور (1) فقد اتصف بدوره باستمرار تقليد زواج الأرباب من شقيقاتهم، أو بأكثر من شقيقة، وزواج الربات من أشقائهن ، أو بأكثر من شقيق، ووصل الأمر إلى حد تكريس زواج الإله من عمته أو خالته ، أو من إحدى بنات أو حفيدات شقيق له، أو حتى من إحدى بناته أو حفيدات حفيداته . ولقد دشن هذا التقليد رب الأرباب الإله زيوس الذي اقترن من الربة التيتانيد " ثيميس " شقيقة أبيه كرونوس وأمه ريا ، والتي أنجبت منه رباب القدر ( المورات ) قبل اقترانه من شقيقته هيرا . كما ارتبط فيما بعد بعلاقة عشق دامت تسعة أيام بلياليها مع ربة الذاكرة " منيموزيني " شقيقة أبيه كرونوس وأمه ريا، وأثمرت هــــذه العلاقة عن ولادة منيموزيني برباب الفنون ( الموسات ) Muses ، ثم ارتبط بعلاقة جنسية مع شقيقته " ديميتر " ربة الغلال والخصب ، التي أنجبت منه " برسفوني " المدللة، التي تعرضت بدورها للإغتصاب من قبل أبيها زيوس الذي اغتصبها في الحقل وهو متنكر بهيئة ثعبان وأنجبت منه زاغريوس Zagreus الذي تعرض للقتل على يد زوجة زيوس الربة الناقمة هيرا (2) . كما ارتبط بعلاقة جنسية مع ابنته " إريس " ، ربة الشقاق ، التي أنجبت منه أتي Ate ربة الإثم ، التي طردت خارج أسوار الأولمب لسوء سلوكها وسمعتها . كذلك الأمر فقد ارتبط رب الأرباب زيوس بعلاقة جنسية مع حفيدته سيميلي Semele ابنة هارمونيا ( إبنة أفروديت من عشيقها إله الحرب أريس ) والتي أنجبت منه ديونيزيوس إله الخصب والخمرة والكروم. خارج هذا الاطار العريض من عماته وخالاته وشقيقاته وبناته وبنات زوجاته وحفيداته ، فقد ارتبط الإله زيوس بعلاقة جنسية مع الربة الحورية مايا Maia ابنة أطلس وبليوني وأثمرت هذه المعاشرة الجنسية عن ولادة ابنهما الإله هرمس الذي أصبح بعد جهد جهيد وطول انتظار من عداد آلهة الأولمب الكبرى . كما ارتبط زيوس بعلاقة جنسية مع الربة التيتانيد ليتو Leto ، ابنة التيتان كووس والتيتانيد فوبي ، وأثمرت هذه المعاشرة الجنسية بين زيوس وليتو عن ولادة التوأم الإلهي " أبولو" و " أرتيميس " اللذان أصبحا من عداد آلهة الأولمب الكبرى . ويذكر هذا الصعيد من علاقات زيوس الجنسية مع الربات ، علاقة زيوس مع بعض شقيقات زوجته الأولى الحورية ميتس Metis التي رزق منها بابنته المميزة أثينا التي احتلت منزلة رفيعة وسط مجالس آلهة الأولمب . ومن هذه العلاقات نذكر علاقته مع شقيقة ميتس عروس البحر الأوقيانوسية ديوني Dione التي أنجبت منه الربة " أفروديت " التي تربعت على عرش الحب والجمال واحتلت منزلة رفيعة في عالم آلهة الأولمب الكبرى . وعلاقته أيضاً مع شقيقة زوجته الأولى ميتس عروس البحر الأوقيانوسية يورينومي Eurynome التي اقترن بها فيما بعد والتي أنجبت منه اللطائف أو " الخاريتس " charites . ومن أكثر الروايات التي حيكت عن مغامرات الإله زيوس إثارة قصة اغتصابه للبليادة أليكترا ، ابنة أطلس وبليوني . وحسب الأسطورة الإغريقية فإن الإله زيوس الذي هام بنجمة السماء البليادة أليكترا ، تمكن منها أثناء زيارة قامت بها النجمة المغدورة إلى الأولمب بهدف ملاقاة إحدى الرباب ، أو لطلب مشورة أو مساعدة من الأرباب ، وهي زيارة كانت مألوفة وقتذاك من قبل العديد من أرباب وربات الشتات للأغراض نفسها أو ما شابه. وخلال زيارتها لتمثال البالاديوم (3)- المقدس الذي نصبته الربة أثينا فوق إحدى قمم الأولمب ، أنقض عليها الإله زيوس كما ينقض الوحش الكاسر على فريسته ، بعد طول تربص ومناورة ، ورمى من شدة هيجانه وشبقه بتمثال البالاديوم الذي كانت تحتمي خلفه اليكترا المذعورة ، واغتصبها في مكانه . وكان من نتائج حادثة اغتصاب زيوس للبليادة اليكترا ، التي انتهت مع لحظة سقوط البالاديوم فوق أرض فريجيا البعيدة ، وعند الموقع الذي شيدت حوله فيما بعد مدينة طروادة ، إنجاب اليكترا من مفترسها رب الأرباب زيوس للتوأم " إياسيون " Iasion الذي اقتــــرن فيما بعد من ديميتر ربــــة الغلال والخصب (4) . و" داردانوس" Dardanos المؤســس الأســطوري لمملكة فريجيا والجد الأول للملك الطروادي بريام (5) .باستثناء قصة اغتصاب زيوس لنجمة السماء البليادة أليكترا ، تعتبر مغامرات رب الأرباب مع الآدميات الحسان أكثر إثارة من مغامراته مع الربات اللواتي زدن من عدد الآلهة والربات من نسله الذي أصبح النسل الطاغي بين آلهة الأولمب . وسبب عامل الإثارة عائد إلى الصورة التي صورت فيها الميثولوجيا الإغريقية رب الأرباب زيوس كإله شبق وزير نساء يغازل ويطارد ويغتصب كل ما يستهويه من جنس الحسان اللواتي ينتسبن إلى الجنس الأدمي الفاني . ومن أشهر القصص التي حيكت عن هذا الجانب من المغامرات العاطفية والجنسية للإله زيوس ، قصص إغتصابه لنساء متزوجات ، وحوريات مستأنسات ، وعذارى أدميات ، بفضل استغلاله لقدراته الإلهية التي تجعل منه قادراً على إتخاذ الهيئة التنكرية التي تيسر له تحقيق غاياته ومآربه في افتراس كل ما يستهويه من عذارى ونساء متزوجات . ومن أشهر هذه القصص التي حاكتها المخيلة الإغريقية حول رب الأرباب زيوس ، قصة استغلاله لفترة غياب القائد امفتريون عن قصره لأسباب تتعلق بشؤون الحرب ، ودخوله وهو متنكر بهيئة الزوج الغائب إلى مخدع زوجته ملكة طيبة الكميني Alcmene ، ابنة ايليكترون ملك مسينا، ومضاجعتها على سرير الزوجية . وكان من ثمار مضاجعة زيوس للملكة الفاضلة ولادة الكميني للمولولود الذكر هرقل ابن زيوس(6) [هسيودوس : ( درع هرقل )] . ومن هذه القصص أيضاً قصة ولع الإله زيوس بالملكة الحسناء ليدا Leda ابنة ملك ايتوليا ، وزوجة ملك اسبارطة تنداريوس ، حيث كان من عادة الإله زيوس عندما كان يرغب بلقاء محبوبته الحسناء، اتخاذ شكل ذكر البجع الأبيض الذي يهبط من السماء ، ويحط في قصر ليدا ، وينفذ من شرفتها إلى حجرة نومها ، ويلقي بنفسه بين أحضان الملكة الحسناء ، التي بدورها أحبت ذكر البجع الأبيض ، وأحبت معاشرته وطريقة مضاجعته لها على سريرها ، من غير أن تدري أن طائرها المعشوق هو بعينه رب الأرباب الماكر زيوس . ولقد نجم عن معاشرة ذكر البجع الأبيض، زيوس ، للملكة الحسناء ليدا ، انجاب الأخيرة من زيوس بأجمل ما أنجبته بلاد الإغريق من نساء . وهي الحسناء الأفروديتية " هيليني " Helene التي اقترنت في سن الزواج بالملك منيلاووس ، وتسبب خطفها ، بعد سنوات من زواجها ،على يد الأمير الطروادي باريس ابن بريام ، بإندلاع حرب طروادة التي دامت عشرة أعوام . وإضافة إلى هيليني فقد أنجبت ليدا من زيوس ابنهما الخالد بولوديوكيس (7) . ومن قصص مغامرات زيوس وأكثرها إثارة ، قصة مغادرة رب الأرباب زيوس لأعالي الأولمب ، وتوجههه الخاطف نحو شاطىء فينيقيا البعيدة ، بهدف اصطياد العذراء الفاتنة أوروبا Europ ، ابنة أجينور ملك صيدا ، بعدما رصدها زيوس من أعالي الأولمب وهي تسرح وتمرح مع وصيفاتها على مقربة من الشاطىء . وحسب الرواية الإغريقية عن مغامرات كبير آلهة الأولمب فإن الإله زيوس ، الذي قرر اقتناص عذراء فينيقيا الأميرة أوروبا واغتصابها ، اجتاز المسافة البعيدة التي تفصل الأولمب عن شاطىء صيدا ببضع خطوات من خطواته التي تعادل سرعة الخطوة الواحدة منها سرعة انتقال البصر (8) . وعندما وصل على مقربة من قصر الملك ، اندس بين قطيع من ثيران الملك اجينور، واتخذ كعادته شكل وهيئة ثور أبيض ، حتى يتخلص من مراقبة زوجته الغيورة هيرا ، التي كانت تستعين بالشمس والقمر والنجوم في مراقبة التحركات المريبة لزوجها الفاسق . وعندما عادت عذراء فينيقيا أوروبا ابنة أجينور من الشاطىء القريب، وقع بصرها على الثور الأبيض ، ولشدة ما استهواها قررت أن تمتطيه حتى قصر أبيها الذي لم تصله قط ، لأن الإله الثور زيوس طار بها إلى جزيرة كريت واغتصبها بين وديان الجزيرة الغناء . وكان من نتائج اغتصاب زيوس لعذراء فينيقيا انجاب أوروبا المغدورة من مقتصبها رب الأرباب زيوس ، لثلاث توائم ذكورهم رادامانثوس Rhadamanthus الحكيم ورجل الشرائع ، وساربيدون Sarpedon الذي عاش ثلاثة أجيال (9) حسب تقدير أبولو دوروس ، ومينوس Minos الذي أصبح ملكاً على جزيرة كريت وارتبط إسمه بحضارتها التي أصبحت تعرف باسم ( حضارة مينوس ) (10) التي ازدهرت خلال الفترة التاريخية الممتدة من عام 1600 ق . م إلى عام 1400 ق . م . ومن قصص المغامرات التي أرخت أيضاً للحياة العاطفية والجنسية لرب الأرباب زيوس ، قصة اغتصابه للعذراء انتيوبي Antiope ، ابنة نيكتيوس ملك طيبة ، وهو متنكر بهيئة قنطور (11) Centaur للإفلات من مراقبة زوجته هيرا ونجم عن فعلته المشينة هذه انجاب المغدورة أنتيوبي للتوأم أمفيون وزيتوس . ومعاشرته للحورية بلوتو Plouto التي أنجبت منه تانتال Tantale ملك ليدا . ومعاشرته للعذراء أيجينا Aeagina ، ابنة إله النهر أزوف ، التي أنجبت منه أياكوس Aeacus ملك جزيرة ايجينا والجد الأول للمرامدة (12) Mermdon . واغتصابه للأميرة العذراء داناي Danae عندما كانت سجينة في أحد أبراج قصر أبيها اكريسيوس ملك أرجوس (13) ، وانجاب الأميرة السجينة من مغتصبها ، الإله زيوس ، لأبنه بيرسيوس Perseus القاتل الشهير للجرجونة ميدوزا . واغتصابه أيضاً لإبنه ملك أركاديا، ، ليكاوون ، الأميرة العذراء كاليستو Callisto وصيفة أرتيميس ربة البراري والصيد . وتذكر الأسطورة بأن زيوس الماكز دخل إلى مخدع كاليستو وهو متنكر في هيئة الربة أرتيميس، وأمسك بطريدته ، التي تهيأ لها بأنها حظيت بزيارة ربتها وملكتها أرتيميس ، واغتصب عنوة الوصيفة العذراء التي انجبت منه ابنة أركاس Arcas الذي حظي بعرش أركاديا بعد موت جدة ليكاوون . كما تذكر الأسطورة بأن الزوجة الغيور، الربة هيرا ،نقمت على الأخيرة ، المغدورة كاليستو، اثر وضعها لإبن زيوس " أركاس " ومسختها إلى دبة . ومن قصص مغامرات زيوس ، التي اقترنت بردود فعل غاضبة من قبل زوجته الغيور الربة هيرا ، قصة هيام زيوس بكاهنة هيرا الأميرة العذراء ايو Io ، ابنة ملك أرجوس، وتحويل معشوقته إلى عجلة شقراء تهرباً من مراقبة هيرا ، التي اكتشفت حيلة زوجها ووضعت على حراسة العجلة " ايو " العملاق أرجوس Argus ، ذو المائة عين ، بهدف منع زوجها من تحقيق غايته في الاتصال بمعشوقته ايو . وحسب الأسطورة الإغريقية عن ايو، فإن الإله العاشق زيوس نجح في التغلب على زوجته هيرا ، واستعادة معشوقته ، بفضل تدخل الإله هرمس، الذي تمكن بالحيلة من قتل العملاق أرجوس (14) ، واستعادة ايو وتسليمها إلى زيوس الذي تمكن من معاشرة محبوبته بحرية تامة ليومان أو لثلاثة أيام ، قبل أعادة إكتشاف الربة هيرا للمكان الذي أخفى فيه زوجها الماكر معشوقته، وقامت بتشريد العجلة الشقراء ايو بواسطة ذبابة سامة سلطتها عليها حتى أفقدتها صوابها، وظلت ذبابة هيرا تهاجم بلسعاتها العجلة الشاردة ، ايو ، وتلاحقها ليل نهار في سهول وبراري ، ووديان وتلال، وجبال بلاد اليونان حتى أوصلتها إلى بلاد القفقاس، التي شهدت أول وأخر لقاء جمع بينها والإله المصلوب بروميثيوس (15) . ومن بلاد القفقاس بدأت ذبابة هيرا بمطاردتها إلى الشرق، ونحو الجنوب ،حتى أوصلتها إلى مصب نهر النيل في مصر ،حيث استقرت هناك ، واستعادت شكلها الأدمي ، قبل ولادتها بإبنها ايبافوس Epaphus، ابن زيوس ، الذي أصبح ملكاً على مصر حسبما جاء في الأسطورة الإغريقية التي ملكت مصر لإبن ايو وزيوس ، كما ملكت ليبيا وفينيقيا لأحفاد إيبافوس (16) . كانت مراقبة الربة هيرا لزوجها زيوس ، ومحاولاتها الدائبة في كبح جماحه ، عاملاً حاسماً في الحد من نشاط زيوس ومغامراته العاطفية والجنسية . وحسب الأساطير الإغريقية عن ردود فعل الزوجة الغيور، فقد تطرفت هيرا خلال محاولاتها المستمرة في التصدي لمغامرات زيوس وافشال مشاريعه ومخططاته الجنسية غير المشروعة، من وجهة نظرها كربة صائنة للعفاف وحامية للأسرة وللصلة الجنسية المشروعة التي تجمع بين الأزواج، بحيث قادها تطرفها هذا إلى حد شروعها في العديد من المحاولات التي أدت قتل وتشويه ومسخ واضطهاد معشوقاته وضحايا هوسه من ربات وحواري وآدميات (17) ، وشروعها أيضاً في مطاردة واضطهاد وتشويه وقتل الذرية التي نتجت عن اتصال زوجها زيوس بضحايا هوسه ومعشوقاته . ومن مآثر هيرا على صعيد مساعيها في الانتقام من الربات و النساء الأدميات اللواتي تجاوبن مع زيوس ، أو رضخن لرغباته، قصة ظهورها بمظهر مربية حبيبة زيوس الأميرة سيميلي Semele ، ابنة هارومونيا (ابنة أفروديت )والملك قدموس ابن اجينور، وطلبها من سيميلي دعوة زيوس إلى مخدعها وهو مجهز بحلته الحربية الكاملة وعندما وصل هتف سيميلي إلى سيد الأرباب الذي استجاب على الفور لطلبها الغريب ، انتصب زيوس بصواعقة وبروقه أمام عشيقته سيميلي فأصابتها صاعقة كانت من القوة بحيث أن زيوس لم يستطيع أن ينقذ من عشيقته الحامل إلا ابنه الجنين " ديونيزيوس " الذي ولد يتيماً وتعرض بعد ولادته إلى ملاحقة زوجة أبيه الربة هيرا ، التي كانت تسعى للقضاء عليه كما قضت على أمه سيميلي . وحسب الأسطورة الإغريقية عن مغامرات الإله زيوس ، فإن العديد من معشوقات رب الأرباب وضحايا هوسه من الربات والنساء الأدميات تعرضن للهجر من قبل زيوس ، الذي دأب على التنصل من الإرتباطات التي كانت تربطه بمعشوقاته وضحاياه اللواتي يفضح أمرهن ، ويتركهن كسيرات ومعزولات أمام الربة الناقمة هيرا . كما حصل مع الربة " ليتو" التي تخلى عنها الإله زيوس ، إثر افتضاح علاقته بها ، وتركها كسيرة تحت رحمة هيرا التي طاردتها ، وتوعدت بالعقاب الشديد لمن يأويها أثناء فرارها من بطشها . وحسب الأسطورة الإغريقية فإن الربة ليتو ،التي هامت على وجهها تسع شهور وهي تجوب السهول والوديان والتلال ، التجأت أخيراً إلى البحر علها تجد فيه مخلوقاً يساعدها على النجاة ولا يخشى على نفسه من انتقام هيرا ، وظلت تسبح في مياه البحر حتى وصلت إلى جزيرة جرداء عائمة على سطح الماء سكنت بها وأنجبت بين صخورها الجرداء التوأم الإلهي أبولو وأرتيميس . وتذكر الأسطورة بأن الإله زيوس ، الذي ابتهج لمقدم توأمه الإلهي ، أوعز إلى شقيقه إله البحر بوسيدون ليعمل على تثبيت الجزيرة العائمة بأعمدة تصل بين قعر الجزيرة العائمة وقعر البحر ، وبدوره دب زيوس الحياة على أرض الجزيرة الجرداء التي أصبحت كالجنة من كثرة الينابيع والجداول والأنهار والمروج والغابات التي أصبحت مسرحاً للحياة البرية. وســميت الجزيرة الغناء التي شهدت ولادة الربة الناجية ليتو بتوأمها الألهي أبولو وأرتيميس باسم " ديلومس ". بدورها أيضاً كانت عذراء فينيقيا الأميرة أوروبا واحدة من الضحايا التي تخلى عنها زيوس خشية من زوجته هيرا التي اكتشفت بواسطة الكشاف هيليوس، إله الشمس ، خيانة زوجها لها مع العذراء الفينيقية في أحد وديان جزيرة كريت. وحسب الأسطورة الإغريقية فإن رب الأرباب زيوس ، الذي تخلى كعادته عن ضحيته أوروبا وسط وديان جزيرة كريت ، عاد إلى الأولمب في وقت كان فيه أبناء الملك أجينور يركبون البحر بقيادة شقيقهم قدموس بحثاً عن شقيقتهم المخطوفة أوروبا (18) ، التي لم تلتقي بأشقائها الذين توزعوا في أرجاء المعمورة بحثاً عن صغيرتهم المخطوفة ، التي سعدت بعد مشقة وعناء طويل بلقــاء ملك الجزيرة " استريوس " الذي اقترن بها وتبنى أبناءها الثلاثة التي أنجبتهم من زيوس . وحسب الأسطورة أيضاً فإن زيوس عوض أوروباً بعد ولادتها لأبناءه الثلاثة بثلاث عطايا ، أولها حربة صيد لا تخطىء الطرائد ، وكلب صيد لا يخطىء طريدته ، وحارس يعمل كراصد للسفن البعيدة وقادر عن منع السفن المعادية من محاذاة شاطىء الجزيرة . وهذه الهدية الثالثة كانت خير معين لملك الجزيرة استريوس الذي كفل له الزواج من أوروبا حماية حدود مملكته .
هوامـــش
1- من وجهة نظر الميثولوجيا الإغريقية هنالك ثلاثة عصور كبرى مرت على تاريخ الآلهة ،أول هذه العصور هو عصر أورانوس ، تلاه عصر كرونوس والآلهة التيتان ( شهد هذا العصر أول عملية خلق للجنس الآدمي الذي كان مقصوراً عن الذكور دون الإناث ) تلاه عصر زيوس وآلهة الأولمب الكبرى ( شهد هذا العصر أول عملية خلق لإناث من الجنس الآدمي الذي أصبح يضم ذكوراً وإناثاً ) وهذ العصر الأخير الذي كرس لأول مرة تشريعات تنظيم علاقات الآلهة ببعضها البعض ، وتنظيم علاقات الأرباب الخالدين بالبشر الفانين ، وعلاقات البشر الفانين بين بعضهم البعض ، يمكن تقسيمه إلى عدة عصور. في قصيدة الأعمال والأيام، قسم هسيودوس أدوار حياة الإغريق في ظل آلهتهم إلى خمسة عصور . أول هذه العصور هو عصر كرونوس الذي يصفه هسيودوس بالعصر الذهبي ، تلاه عصر زيوس وآلهة الأولمب الذي يصفه هسيودوس بالعصر الفضي ، ثم جاء العصر البرونزي، وتلاه عصر الأبطال الذي تزامن مع حروب طيبة وطروادة وخامس هذه العصور حسب هسيودوس هو العصر الحديدي ، وهو العصر الذي عاش في ظله الشاعران هوميروس وهسيودوس ويمكن اعتبار العصور الأربع الأخيرة الذي ذكرها هسيودوس على أ نها تقسيم لعصر زيوس إلى أربعة أدوار . 2- حسب الأسطورة الإغريقية فإن زيوس أخفى ابنه زاغريوس بعيداً عن أنظار هيرا وعهد به إلى أبولو ، وبأن هيرا تمكنت من اكتشاف مخبأ زاغريوس وأرسلت إليه فريقاً من المردة للفتك به. ولكن زاغريوس الذي كان يفلت كل مرة ، بفضل قدرته على تغيير هيئته،وقع أخيراً بين أيدي المردة الذي قطعوه والتهموه، باستثناء قلبه الذي أنقذه أبولو من أيدي المردة وقدمه إلى أبيه زيوس الذي ابتلعه وحافظ عليه في جوفه . ويقال بأن قلب زاغريوس التحمم فيما بعد بالجنين ديونيزيوس وأصبحاً كياناً واحداً 3- البالاديوم Palladium تمثال يرمز إلى الربة أثينا وهي تحمل حربة في يمينها ومغزلاً في يسارها ، وحسب اسطورة اغتصاب زيوس للبليادة اليكترا فإن انتقال البالاديوم من الأولمب إلى أرض فريجيا تم بواسطة رميه من قبل زيوس حيث سقط في هذه المنطقة من غرب آسيا . وحسب الأسطورة الإغريقية عن تأسيس طروادة فإن الإله زيوس قدم البالاديوم هدية إلى حفيده ايلوس ، ابن تراوس ابن داردانوس ابن زيوس واليكترا ، عندما بنى مدينة ايليون التي أصبحت تعرف باسم طروادة - نسبة إلى تراوس والد ايلوس - لأن زيوس أراد من وراء ذلك مساعدة حفيده ايلوس بحماية أسوار مدينته من أي عدوان . وكانت الأسطورة الإغريقية عن البالاديوم تقول بأن تمثال الربة أثينا إذا دخل مدينة حصّن اسوارها . وظلت هذه القناعة سارية المفعول حتى بعد سقوط مدينة طروادة ، التي تبرر الأسطورة ذاتها بأن سقوطها لم يتم إلا بعد نجاح الداهية الإغريقي أوذيسيوس في سرقة البالاديوم من معبد أثينا في برج طروادة ، والفرار به خارج أسوار المدينة .4- تقول الأسطورة الأغريقية عن مصير إياسيون Iasion _ جازيون Jasion كما يرد في المعاجم الفرنسية _ بأنه وقع في غرام الربة ديميتر التي ألتقاها لأول مرة في حفل الزفاف الملكي الذي جرى لقدموس ابن الملك أجينور وهارمونيا أبنة أفروديت . وبأن ديمتير ، التي شاركت في هذا الأحتفال إلى جانب أثينا وهيرا وأفروديت والعديد من آلهة الأولمب ، أحبت بدورها جازيون وأقترنت به نكاية بزوجها السابق زيوس، الذي هجرته إثر أكتشافها لدوره في مساعدة هاديس في أختطاف أبنتها برسفوني. وحسب الأسطورة فأن زيوس غضب من زواج إبنه جازبون من زوجته السابقة وصرعه بصاعقة من عنده ، كما تذكر الأسطورة بأن ديميتر أنجبت من جازيون إبنها بلوتوس Ploutos . 5- بعد مقتل جازيون على يد أبيه الغاضب زيوس فر شقيقه داردانوس من أركاديا حيث مسقط رأسه ، وأستقر في سامو ثريس، ومنها أنتقل الى سفوح جبل إيد Ida في آسيا ، وأقام مملكته التي ازدهرت في عهد حفيده الملك الطروادي بريام . ويعتبر داردانوس الجد الأول للطرواديين .6- أنجبت الكميني توأماً من الذكور ،المولود الأول كان إفيكليس Iphicles ابن امفتريون ، والمولود الثاني الذي أخرت ولادته الربة هيرا بحكم تخصصها كربة للمخاض كان هرقل Heracles ابن زيوس . وهذا التوأم كان ثمرة لمضاجعة زيوس لألكميني ليلة دخوله عليها وهو متنكر بهيئة زوجها ، ولمضاجعة زوجها الذي عاد بعد منتصف تلك الليلة ، ويمتاز هرقل ابن زيوس عن أخيه إفيكليس ابن امفتريون بمزيتا القوة والخلود .7- حسب الأسطورة فقد أنجبت الملكة ليدا ثلاث تواءم هم هيليني إضافةً إلى كاستور وبولوديوكيس _ أو" بولوكس" كما يسميه الرومان _ وكانت هيلين وبولوديوكيس من نسل زيوس ، أما كاستور فكان من نسل أبيه الملك تنداربوس . وفي الأسطورة أيضاً أجتمع الثنائي كاستور الفاني ، وبولوديوكيس الخالد ، تحت اسم الديوسكوري Dioscuri ومن مأثر الديوسكوري المشاركة في رحلة الأرغيين ، والهجوم على أتيكا لتحرير هيليني من قبضة مختطفها ثيسيوس .8- تذكر الإسطورة الإغريقية عن حركة وسرعة إنتقال الآلهة ، بأن الآلهة كانت تنتقل من أعالي الأولمب إلى أي مكان بعيد أو قريب بواسطة الخطوة . وكانت الألهة تقطع في خطوة واحدة مسافة تعادل سرعتها سرعة إنتقال البصر عند البشر الفانين .9- تقول أحدى الروايات بأن ساربيدون فر من كريت إثر فشل محاولة قام بها للإطاحة بحكم أخيه مينوس ، واأستقر في ليسيا بآسيا الصغرى وأسس مدينة ميلتوس وعند نشوب حرب طروادة تحالف ساربيدون ، وقد أصبح يعرف بملك الليسيين ، مع الملك بريام، ملك طروادة ، وناصره ضد أعدائه الإغريق . وخلال الحرب المذكورة قتل ساربيدون على يد القائد الإغريقي باتروكليس . وهناك من يشكك بهذه الرواية ويقول بوجود أكثر من ساربيدون واحد . فهناك ساربيدون الليسي وساربيدون الكريتي وكلاهما منفصلان ولا يجمع بينهما جامع 10- على الغالب فإن مينوس هنا وصف وليس اسم ،لأن ملك كريت كان يحمل اسم مينوس كما كان يحمل ملك مصر اسم فرعون . ومينوس المذكور هنا إذا كان معاصراً لحملة الإغريق على طروادة فإنه ينتمي إلى الدور الثالث من حقبة العهد المينوني المتأخر 1400- 1200 ق .م . لأن أدوار العهد المنيوني التي تبدأ مع الدور الأول من حقبة العهد المينوني القديم تمتد من عام 3000 ق . م - 2800 ق . م 11- القنطور، أو " السانطور" مخلوق نصفه العلوي إنسان ونصفه السفلي حصان ، وحسب الشاعر " بندار "في" الأود البيثية " فان القنطور من نسل قنطوروس، ابن اكسيون، الذي كان يجامع الأفراس البرية في موطنه عند جبل بيليون . وتحتوي الميثولوجيا الإغريقية على عدد وافر من الروايات الخرافية أبطالها قناطير منهم الطيب والخير، ومنهم الغاصب والشرير، واشتهر العديد منهم أمثال القنطور نيسوس Nessus الذي أقدم على اختطاف ديانيرا Deianira زوجة هرقل وحاول اغتصابها ، والقنطور خيرون Chiron الذي كان يعلم الحكمة والفروسية والطب . 12- تقول الأسطورة الإغريقية عن المرامدة ، أو " الميرميدون" ، بأن أياكوس ، ابن زيوس وايجينا ، تملك الجزيرة التي حملت اسم امه، واصبح ملكاً على شعب صغير أرسلت عليه الربة هيرا وباء الطاعون الذي أباد سكان الجزيرة وجعل من اياكوس ابن ايجينا ملكاً بلا شعب . وحسب الأسطورة أيضاً فإن زيوس ، الذي اغتاظ من حرب هيرا على عشيقته السابقة أيجينا ، وابنه منها أياكوس ، أشفق على ابنه واستجاب إلى دعاءه وتوسلاته فأحال نمل الجزيرة إلى بشر ، وأصبح شعب الجزيرة يعرف بأسم المرامدة ويعني المتحدرين من النمل . وعرف من ملوك المرامدة الذين هجروا الجزيرة واستوطنوا في تساليا " بيليوس" ابن اياكوس، وأخيل ابن بيليوس ابن اياكوس ،وتيلامون ابن اياكومس ، وأياس ابن تيلامون ابن اياكوس 13- تقول الأسطورة بأن " داناي" ابنة اكريزيوس ( ملك أرجوس ) ويوروديكي ، كانت مثل الربة أفروديت بحسنها وجمالها، وكانت محط رعاية واهتمام وحب أبيها الملك ، الذي اضطر إلى سجنها داخل برج برونزي محكم الأقفال، حتى يضمن عدم اتصالها بجنس الذكور ، بعدما وصلته نبوءة شؤم تقول بأن ابنته " داناي" سترزق بغلام حكمت عليه الأقدار مسبقاً بقتل جده . وحسب الأسطورة أيضاً فإن الملك الذي شــــهد ولادة ابنته داناي للمولود الذكر " بيرسيوس " ، ابن زيوس، وضع داناي وابنها الرضيع داخل صندوق مقفل ، وقذف به إلى البحر الذي قذفه بدوره إلى شاطىء سيريفوس قرب كوخ الصياد ديكتوس ، الذي قام برعاية الأميرة داناي وابنها بيرسيوس الذي عاد في سن الرجولة إلى مسقط رأسه أرجوس ليشارك في المباراة لرمي القرص . وخلال هذه المبارة تحققت النبوءة الشؤم وانحرف القرص الحديدي الذي رماه بيرسيوس عن مساره الطبيعي وسقط فوق رأس جده اكريزيوس . 14- يذكر " أوفيد" في " مسخ الكائنات " بأن الإله الواسع الحيلة " هرمس" نزل من أعالي الأولمب إلى الأرض، واقترب من العملاق أرجوس ، والعجلة الأسيرة ايو، وهو متنكر بهيئة راع يجيد العزف على مزماره ، وبارع في سرد القصص . وحسب الأسطورة فان أرجوس رحب بالراعي الجوال الذي بدأ ينفخ في مزماره ويسرد لمضيفه المسترخي " أرجوس " باقة من القصص المملة حتى بدأ النعاسس يغالب أرجوس اليقظ ، الذي عرف عنه بأنه لا يغمض من عيونه المائة سوى اثنتين . وعندما وجد هرمس بأن العملاق الجلف أرجوس قد استسلم للنوم ، وأغمض عيونه المائة ، استل سيفه المقوس وأطاح برأسه المرصع بالعيون التي اقتلعتها الربة هيرا من رأس حارسها قبل دفنه ونثرتها على ذيل الطاووس الذي أصبح يعرف بطائر الربة هيرا .15- في " بروميثيوس مقيداً " يورد اسخيليوس الرواية الإغريقية التي تقول بأن " ايو " الشاردة في البراري وصلت إلى مقربة من بروميثيوس المصلوب على صخرة هائلة من صخور جبال القفقاس ، وشكت للإله المصلوب من سوء حالها، ومن الظلم الذي لحق بها على يد هيرا ، واستمعت بدورها لشكواه من ظلم زيوس . وحسب الأسطورة التي رواها اسخيليوس فإن الإله المصلوب " بروميثيوس " كشف للعجلة ايو بأن محنتها القاسية ستنتهي مع وصلوها إلى نهر النيل . وبأن زيوس سيعيد إليها صورتها الآدمية هناك ، وبأنها ستلد منه غلاماً ذكراً اسمه " ايبافوس " . وحسب الأسطورة أيضاً فإن" ايو " توجهت نحو الشرق ، وسارعت في عبور البوسفور، وتوجهت من هناك إلى مصب نهر النيل حيث تحققت نبوءة بروميثيوس .16- حسب الأسطورة الإغريقية عن " ايو" ونسلها فإن ابنها " ايبافوس " ابن زيوس أصبح ملكاً على مصر، وبنى عاصمة له أطلق عليها اسم زوجته ممفيس التي أنجبت منه ثلاث أميرات ، أشهرهن الأميرة " ليبيا" Libye التي اقترنت من إله البحر بوسيدون وأنجبت منه أجينور Agenor الذي تملك فينيقيا ، و بيلوس Belos الذي خلف جده إيبافوس على عرش مصر . كما تقول الأسطورة بأن بيلوس اقترن من أنخينوا Anchinoe التي أنجبت له التوأم " ايجيبتوس" Aegptus الذي ورث عن أبيه عرش مصر وأطلق اسمه على مملكته ، و" داناوس" Danaus الذي توج على عرش ليبيا . وهذا النوع من الأساطير التي نسجتها المخيلة الإغريقية تزامن مع العصر الذي نشطت فيه حركة الملاحة الإغريقية التي جابت البحر المتوسط ، وبفضل هذه الحركة " انتشر الإغريق على شواطىء البحر المتوسط كما تنتشر الضفادع على ضفاف الغدير" حسب تعبير الفيلسوف أفلاطون . 17- من هذه المحاولات ، نذكر شروعها أكثر من مرة في قتل " هرقل" ابن زيوس من الكميني ، وهيرمس ابن زيوس من مايا ، و" ديونيسيوس " ابن زيوس من سيميلي 18- تفيد الرواية الإغريقية عن اختطاف الأميرة أوروبا بأن الملك أجينور أرسل ابناءه الأربعة قدموس ، وفوينيكس ، وفينيوس ، وسيليكس للبحث عن شقيقتهم المخطوفة في الشواطىء والجزر الواقعة على حوض البحر المتوسط، وبأن كل واحد منهم مضى في بحثه من خلال اتجاه مغاير لإتجاهات أشقائه الآخرين . وتعتبر رحلة قدموس الرحلة الأهم في رحلات البحث المذكور، حيث أقام مستعمرة في بلاد الإغريق ، وأسس مدينة طيبة فيما بعد، وتزوج من هارمونيا ابنة أفروديت . ويذكر " هيرودوت " في الكتاب الخامس من تاريخه ، بأن قدموس والفينيقيين المرافقين له استعمروا اقليم ( بويوتيا ) وخلال هذه الفترة علموا الإغريق الذين كانوا يجهلون الأبجدية حروف الهجاء وفن الكتابة، وأصبحت الأبجدية تعرف عند الإغريق بـ " الفينيقية " انصافاً منهم للفينيقيين الذين قدموا لهم المعرفة [ هيرودوت : الكتاب الخامس ، الفقرات 58 ، 59 ) .



حسن عبد العال

باحث فلسطيني مقيم في سوريا

موبايل:00963944094429

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق