الجمعة، 25 يونيو 2010

صـــــورة الشرق الأوسط حتــــى عام 2015من منظورأمريكي :حسن عبد العال

صـــــورة الشرق الأوسط حتــــى عام 2015من منظورأمريكي

حسن عبد العال

25-6-2010م

هذا الكتاب الذي نشر في طبعة عامة بعد أحداث أيلول ( سبتمبر) من العام 2001 ، هو في الأساس مجموعة من الأبحاث التي أعدها ما بين عام 1999 وعام 2000 نحو 19 خبيرا متخصصا في شؤون الشرق الأوسط ( بعضهم من الأكاديميين العرب العاملين في الجامعات ومراكز الأبحاث الأميركية ) لمصلحة المعهد الوطني للدراسات الاستراتيجية ، والمجلس الوطني للاستخبارات في الولايات المتحدة الأميركية 0 وذلك بهدف الحيطة ومعرفة مدى تأثير أية تحولات مرتقبة ( إن وقعت ) على المدى القصير والمتوسط في منطقة الشرق الأوسط – أو بتعبير أدق داخل الأقطار المكونة للشرق الأوسط ـ على الخطط الاستراتجية للولايات المتحدة الأميركية في المنطقة المذكورة بشكل عام ، وعلى صعيد كل دولة على حده 0 ولعل من المفيد في البداية على هذا الصعيد الذي يثير حساسية القارئ العربي ، إجراء فصل بين الأهداف العلمية للباحثين ، وقيمة الأبحاث التي يحتويها هذا المجلد ، والأهداف السياسية التي تتمرس وراءها الجهة الممولة لمشروع البحث . حيث أن الاتجاه العام للدراسات والأبحاث الواردة في المجلد المذكور تكاد تكون في ملامحها العامة مشابهه لبعض محتويات تقارير التنمية البشرية العربية التي يمولها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ، بالتعاون مع الصندوق العربي للانماء الاقتصادي والاجتماعي 0 وبالتالي يصلح فيها القول بأنها مناسبة للقارئ العربي الذي ينشد معرفة الواقع الراهن وآفاق المستقبل 0 وبالطبع كما تشير اليه الأبحاث والدراسات الواردة في هذا المجلد ، أسوة بتقارير التنمية البشرية العربية ، لاشيء يبشر الحالمين بمستقبل أفضل في كافة أقطار الوطن العربي على المدى القصير والمتوسط 0 فالثبات والمراوحة في المكان هو السمة الطاغية التي تسم كافة أقطار هذه المنطقة ( تحديداً العربية منها ) فاالتحولات باتت تقتصر فقط على الصعيد الديموغرافي ، حيث نسبة التكاثر الطبيعي هي الأعلى في العالم داخل هذه المنطقة التي بات يتضاعف سكانها العرب كل 20 أو 25 عاما على أبعد تقدير 0 أما على المستويين السياسي والاقتصادي فلا شيء يبشر بالخير على المستوى الأول . فالأنظمة والحكومات عام 2015 ستكون صورة طبق الأصل عن الأنظمة والحكومات القائمة عام 2000 ، فهي سواء أكانت أنظمة ملكية أم جمهورية ستظل أنظمة وراثية من الملك أو الأمير ، إلى ولي العهد . ومن رئيس الجمهورية إلى نجله ، والحكومات على الأغلب ستظل حكومات هرمية ، أتوقراطية ، وغير ديموقراطية 0 وفي حال توفر شيء من الصبغة الديموقراطية ( كما هو الحال في مواسم الانتخابات ، والمنافسة حول صناديق الاقتراع ) فهي ديموقراطية زائفة تتصنع بالديموقراطية بهدف كبح أية تحولات ديموقراطية مرتقبة 0 أما على المستوى الاقتصادي في هذه الأقطار ، التي باتت في أمس الحاجة إلى تفعيل الاقتصاد وإحياء النمو الاقتصادي ، فالتوقعات على نحو عام بما يخص الدول المكونة لما يمكن أن نطلق عليه اصطلاحا عبارة " الشرق الأوسط العربي " هي توقعات متشائمة على هذا الصعيد الحيوي الذي يمس حياة ومستقبل الدول والبشر ، وحتى في حال توفر النوايا ، التي تدعو إلى التطوير والاصلاح ، فان هذه النوايا التي تتوفر لها سبل التحقق أحيانا ، ليست متناسبة مع ضخامة المشكلات ذات الصلة بهذه الدول النامية والتي تتطلب إيجاد حلول عملية بعيدة الأجل لهذه المشكلات المتفاقمة ، وليس لمجرد الحد من تفاقمها، أو لمجرد تسكينها0أخيرا وفي ظل هذا الملمح العام للواقع الستاتيكي للنظام السياسي العربي الذي بات يجد عوامل ديمومته واستمراره من خلال المحافظة على الثبات ومكافحة التقدم مباشرة أو مداورة ، وفي ظل تنامي المشكلات الاجتماعية ذات المنشأ الاقتصادي وتأثيرها المباشر ـ نظريا على الأقل ـ على المستقبل السياسي للعديد من الأقطار العربية ، بات من المشروع السؤال عن دور القوى المعارضة للأنظمة العربية الهشة على صعيد تجاوز الأنظمة الراهنة . وحول هذا التساؤل ، الذي يشكل صلب اهتمام الجهه الممولة للمشروع ، يرى أحد الخبراء المشاركين في هذا المشروع البحثي ، وهو البروفسور المصري ابراهيم كروان المحاضر في جامعة يوتا ، بأن أساس قوى المعارضة بات يتمثل حقيقة بالأحزاب والمجموعات التي تتبنى الدعوة الاسلامية ، وبأن سقف هذه القوى سيظل يتمثل بالمعارضة على المستوى الزمني القصير والمتوسط ، لأن استخدام أدوات المعارضة أسهل بكثير من استخدام اساليب قلب الحكومات وتولي السلطة 0 أما عل صعيد تأثير المعارضة الدينية بشكل عام على النظم السياسية ، فيرى الباحث على صعيد الخارطة السياسية للشرق الأوسط العربي، بأن الحكومات العربية بدأت تتبنى العديد من البرامج الاجتماعية والأهداف السياسية للاسلاميين ( مثل بناء المساجد ، وتشجيع المظاهر العلنية للتقوى ، وتطبيق المعايير الاسلامية في القوانين ، والانضواء تحت مظلة المؤتمر الاسلامي ......الخ ) رغم أن هذه البلدان التي استخدمت هذا الأسلوب في التكيف ، بدأت في ذات الوقت ، وعلى نحو مواز ، باتباع اساليب القمع والاحتواء للحركات الاسلامية التي تعمل ضمن محيطها الجغرافي، وذلك بهدف الحيطة والحذر وعدم تجاوز الخطوط الحمر المرسومة لها 0 أما على صعيد القوى الديموقراطية والعلمانية المعارضة ، ودورها المستقبلي في عملية التغيير على المدى الزمني القصير والمتوسط ، فيبدو بأن أجهزة رصد الخبراء المشاركين في المشروع البحثي الأميركي المذكور لم يجدوا أي أثر يعتد به لها0ـ انتهى ـ
الكتاب : الشرق الأوسط عام 2015 من منظور أميركي
الكاتب : عدد من الباحثين – باشراف جودبت س 0 بافيه
الناشر : دار علاء الدين ، دمشق 2005

نشرت في المستقبل 13\1\2006م

حسن عبد العال

باحث فلسطيني مقيم في سوريا


موبايل:00963944094429

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق