الأحد، 3 مايو 2009

الخارطه السياسيه لانتخابات الكنيست 16:حسن عبد العال



الخارطة السياسية لانتخابات الكنيست 16



حسن عبدالعال


4-5-2009م



اقترب موعد انتخابات الكنيست السادس عشر ، والتي ستجري يوم 28 كانون الثاني الجاري ، بعد ثلاثة اسابيع من الحملات الانتخابية والنشاط المحموم ، الذي حول الحملة الانتخابية للحزبين الأولين في اسرائيل ( الليكود والعمل ) الى جولات من التسابق على نشر الغسيل الوسخ لكل منهما ، وبطريقة أظهرت للرأي العام الاسرائيلي بشكل خاص ، وللعالم المراقب عامة ، درجة انحدار التقاليد السياسية في الداخل الإسرائيلي ، ودرجة تلون الطبقة السياسية المتنفذة بالفساد ، كما أظهر على نحو فضائحي حالة التماس بين عالم المافيات الإسرائيلية وعالم السياسة ، ومدى اقتراب الحياة السياسية الداخلية على صعيد النخب السياسية من عالم المافيا 0 وهنا يجري الحديث عن حزب العمل بمثل مايجري الحديث عن حزب الليكود ، ولكن على حجم اقل كثيرا عن الأول ، وعلى حجم أكبر واشمل عند الثاني الذي بدأت فضائحه على صعيد شراء أصوات المؤتمرين الليكوديين لصالح مرشحين ليكوديين تزكم الأنوف ، وبطريقة لم تشهدها الحياة السياسية الداخلية في اسرائيل من قبل ، وخاصة على صعيد تاريخ الصراع المزمن على مدى العقود الثلاث الأخيرة بين العمل والليكود0الخارطة السياسية لانتخابات الكنيست السادس عشر والتي ستتم يوم الثلاثاء القادم ] 28/1 [ ، لاتختلف عن سابقتها لانتخابات الكنيست الخامس عشر ، من حيث الملامح الأساسية للكتل الانتخابية الأساسية الثلاث المتصارعة على مقاعد الكنيست ، والتي تنقسم من حيث التلوين الأيدلوجي والسياسي الى يمين ويسار و وسط ، كما لاتختلف بدورها عن سابقتها من حيث اللوائح الهامشية للأحزاب والمنظمات الصغيرة التي تدور في فلك الكتل الثلاث الكبرى الرئيسية. واستنادا الى القائمة النهائية للوائح الصادرة عن اللجنة الانتخابية الإسرائيلية بتاريخ 12/12/2002 ، فان كتلة اليمين باتت تتشكل من حزب الليكود اليميني ، وحزب شاس ( يمين ديني سفارادي ) ، اضافة الى أحزاب اليمين المتطرف والمتمثلة بأحزاب : الاتحاد الوطني ، ويهدوت هتوراه ، والمفدال ، واسرائيل بعلياه ، وحيروت.أما كتلة اليسار فقد باتت تتشكل من حزب العمل ، وحزب ميرتس ، اضافة الى الأحزاب العربية ( بما فيها " حداش " ) والمتمثلة بأحزاب التجمع الوطني الديمقراطي ، والقائمة العربية الموحدة ، وحداش ـ الحركة العربية للتغيير.أما كتلة الوسط فتتمثل بحزب " شينوي " ـ وسط علماني ـ ، و " عام أحاد " ] أي " شعب واحد " [ ، وعالية ياروك . واذا كانت الخارطة السياسية لانتخابات الكنيست السادس عشر لاتختلف عن سابقتها من حيث الملامح الأساسية للكتل الانتخابية الأساسية الثلاث المتصارعة على مقاعد الكنيست ، فان الانتخابات المقبلة باتت تختلف عن سابقتها من حيث الأجواء الانتخابية ، وتغيير مزاج الناخب الاسرائيلي وميله الذي بدأ بالتعاظم نحو اليمين عامة ، وحزب الليكود خاصة ، على حساب ميله التاريخي السابق نحو اليسار عامة ، وحزب العمل على نحو خاص . وبحسب النتائج الدورية الصادرة عن مراكز الاستطلاع الاسرائيلية المختلفة بات يتضح بأن اليمين مازال الأوفر حظاً في انتخابات الكنيست التي ستجري بعد ايام ] 28/1 [ ، رغم النكسة التي اصابت الليكود ( من جراء فضائح الفساد التي التصقت به وبزعيمه شارون ) والتي على الرغم من كونها أدت الى افقاده من 7 – 10 مقاعد من أصل 40 مقعداً اكسبته اياها الاستطلاعات الأولى ، إلا أنها أظهرت بما لايقبل الشك أنه اصبح يملك قاعدة انتخابية عريضة وثابتة ، باتت تمكنه من ان يشغل في حد أدنى نحو 30 مقعدا ، أي بزيادة 11 مقعد عن الحصة التي سبق وحصل عليها في انتخابات الكنيست الخامس عشر ] 1999 [ .كما يتضح بدوره من نتائج الاستطلاعات الدورية بأن اليسار هو الخاسر الأكبر في 28/1 ، وبشكل خاص حزب العمل ، الذي فقد قسما من قاعدته الانتخابية على امتداد العامين الماضيين من جراء تخليه عن قيادة المعارضة اليسارية لليكود ، ومازال في حكم الحزب الأسوأ حظا في الاستطلاعات المختلفة ( رغم نجاح ميتسناع في الظهور بمظهر القائد الجديد الذي سيعيد إلى الحزب المذكور ملامحه السابقة ودوره السابق في قيادة دفة المعارضة اليسارية في البلاد ) وبحسب الاستطلاعات الأخيرة فان نتيجة حزب العمل مازالت مستقرة على معدلاتها الهابطة ، ولن يحصل إلا على نسبة حدها الأدنى 19 مقعداً والأقصى 22 مقعداً ، أي بخسارة من 3- 6 مقاعد عن الحصة التي حصل عليها في انتخابات الكنيست الخامس عشر 0 وعلى هذا الصعيد الخاص بحزب العمل لابد من التذكير على صعيد نظام الحزبين المعمول به في اسرائيل منذ ربع قرن ، بأن خسارة العمل لاتقاس بفقدان هذا العدد من المقاعد ، وانما تقاس وفق معدلات حاصل جمع المقاعد التي سيخسرها العمل ، مع المقاعد الجديدة التي سيكسبها الليكود ، ووفق هذا المفهوم اعتبر العمل بمثابة الخاسر الأكبر ، وبموجبه ايضا اعتبر الليلكود الرابح الأكبر0وعلى ذكر الربح والخسارة ، الوسط بدوره يعتبر من الرابحين في معركة الكنيست السادس عشر ، وهذا الربح بات يتمثل وفق الاستطلاعات الأخيرة بالقفزة الهائلة التي حققها حزب " شينوي " الذي سيحتل من 13-14 مقعدا في انتخابات 28/1 ، أي بزيادة من 7-8 مقاعد على الحصة التي سبق وحصل عليها في انتخابات الكنيست الخامس عشر 0 وهذه الزيادة ، التي لم يكن يتخيلها قادة شينوي حتى في أحلامهم ، ستمكن الحزب المذكور من احتلال المرتبة الثالثة في الكنيست القادم بعد الليكود والعمل 0 وبحسب المراقبين وتحليلات المستطلعين فان هذه الزيادة الطارئة وغير المتوقعة مصدرها الناخبين الذين حجبوا اصواتهم عن الليكود ( بعد فضائح الفساد وشرا الأصوات التي لصقت به ) ، وارتأوا صبها في مصلحة تيار الوسط العلماني الأشنكاري ممثلا بحزب التغيير ( شينوى ) وعلى هذا الصعيد يرجح بأن صعود شينوي ناجم عن ضربة حظ وحسن طالع ، ناجمان عن ظرف محدد وظاهرة استثنائية قد تخدم حزب شينوى في الدورة القادمة للكنيست ، ولكنها لن تخدمه في دورات لاحقة ، وسرعان ما سيعود الى حجمه الحقيقي في البرلمان كحزب يشغل من 6 – 8 مقاعد في أحسن الأحوال0بعد هذه الاحاطة بوضع الأحزاب الأساسية الثلاث التي تتصدر الكتل الثلاث الرئيسية ، الممثلة باليمين واليسار والوسط ، لابد من احاطة مماثلة بوضع الأحزاب الأقل شأنا التي تنتمي إلى هذه التلاوين الثلاثة ، مستندين في ذلك على آخر ماوصلنا من استطلاعات اسرائيلية في هذا الشأن 0 وعلى هذا الصعيد يمكن القول بما يخص اليمين المتصدر للحملة الانتخابية الوشيكة ، بأن حزب " شاس " ـ يمين ديني سفارادي ـ هو الخاسر اليميني الأبرز في هذه الانتخابات الوشيكة 0 فالاستطلاعات الأخيرة مازالت تشير إلى ذات النقطة التي أفصحت عنها الاستطلاعات السابقة والتي تفيد بأن الحزب المذكور لن يحصل على اكثر من 9 مقاعد في الكنيست القادم ، من اصل 17 مقعداً حصل عليها في انتخابات الكنيست الخامس عشر ] 1999 [ ، أي سيمنى بخسارة 8 مقاعد ستتسبب بتهميش دور الحزب المذكور في الحياة السياسية 0 يليه حزب المتحدثين بالروسية( اسرائيل بعلياه ) بزعامة ناتان شرانسكي ، الذي لن يتمكن في الدورة القادمة من الحصول إلا على 3 مقاعد فقط من مقاعده الستة التي حصل عليها عام 1999 0 أما حزب الاتحاد الوطني الذي يتزعمه أفيغدو ليبرمان والذي بات يتشكل من اتحاد ثلاثة أحزاب من قوة اليمين المتطرف هي : ( اسرائيل بيتينو ) ـ أي " اسرائيل بيتنا " ـ و( موليدت ) و ( تكوما ) ، فالاستطلاعات ترشحه لاحتلال 9 مقاعد ، أي بزيادة مقعدين على المقاعد التي حصلت عليها أحزاب اليمين المتطرف عام 1999 . وبدوره ترجح الاستطلاعات حصول يهدوت هتواره على خمس مقاعد ( أي بزيادة مقعد واحد ) ، والمفدال سيحافظ على مستواه السابق ( أي على مقاعده الخمسة ) .أما بالنسبة الى اليسار المهدد بخسارة موقعه السابق في الحياة السياسية بفعل تردي احوال حزب العمل ، فيمكن القول استناداً الى الاستطلاعات بأن تراجع العمل عن مركزه ، سيعقبه تراجع مماثل لحزب ميرتس اليساري ، الذي ترجح الاستطلاعات الأخيرة خسارته لمقعد واحد ، او لمقعدين اثنين ، وحصوله على 8 مقاعد فقط من اصل مقاعده العشر التي حصل عليها عام 1999 0 في حين ترجح الاستطلاعات المذكورة للأحزاب العربية المحافظة على مقاعدها السابقة ] وهي 10 مقاعد [ ، وفضلا عن ذلك ترجح الاستطلاعات للأحزاب المذكورة زيادة مقعد واحد على مقاعدها السابقة ، وذلك وفق الترتيب التالي : القائمة العربية الموحدة 4 مقاعد ، حداش ـ الحركة العربية للتغيير 4 مقاعد ، التجمع الوطني الديموقراطي 3 مقاعد . وهذا يعني بأن زيادة المقعد المذكور ستكون من نصيب " حزب التجمع الديموقراطي " بزعامة عزمي بشارة ، الذي سيحظى بثلاثة مقاعد ، بدلاً من " اثنان " سبق وحصل عليهما في انتخابات الكنيست الخامس عشر . ويعزو المحللون هذه الزيادة ، بزيادة حماس الناخب العربي لمرشحي حزب التجمع الوطني الديموقراطي بعد نجاحه في معركة الغاء قرار لجنة الانتخابات التي شطبت لائحته ، ونجاحه في العودة من جديد الى موقعه في قائمة اللوائح الانتخابية0أما بالنسبة الى أحزاب الوسط التي تصنف الى جانب شينوي ، فبحسب الاستطلاعات سيحصل " عاليه بروك " على مقعدين اثنين و " عام أحد " على ثلاثة مقاعد ، أي بزيادة مقعد على حصته السابقة0كان هذا من ناحية التفصيل الذي تكاد تجمع عليه المراكز المختلفة للاستطلاعات الاسرائيلية ، مع فارق بسيط بين هذا المركز أو ذاك** ، أما من حيث الاجمال فتشير الاستطلاعات المذكورة بأن الناخبين الاسرائيليين ] وعددهم 4.7 مليون ناخب مسجل حسبما جاء في القرار الصادر عن اللجنة الانتخابية الاسرائيلية في 12/12/2002 [ ، الذين سيصوتون في انتخابات 28/1 سيعطون لوائح اليمين أكثر من نصف مقاعد الكنيست السادس عشر ، وماتبقى من النصف الثاني ستوزع على لوائح اليسار والوسط 0 وبحسب الأرقام : من اصل 120 مقعد سيحصل اليمين على 63 مقعد ـ ومرشحة للزيادة إلى 65 ـ أما الباقي فسيتوزع على اليسار والوسط على النحول التالي ، 39 لأحزاب اليسار ، و 18 لأحزاب الوسط0أخيرا لابد من التذكير على صعيد الاحتمالات وتوقع هزة سياسية طارئة تعيد خلط الأوراق وتقلب الموازين ، بأن حزب الليكود المتسلم لمقاليد الأمور ، هو الوحيد القادر على افتعال هزة من هذا النوع ، ومادامت استطلاعات الرأي تجري لمصلحته ، كما يتبين من الاستطلاعات ، فان احتمال توقع هزة سياسية مفتعلة من هذا النوع ، هو احتمال أقرب إلى الصفر0
* بحسب قرار اللجنة الانتخابية الاسرائيلية الصادر بتاريخ 12/12/2002 ، فان اللوائح التي ستتنافس على الانتخابات التشريعية في 28/1/2003 بلغ عددها 29 لائحة ـ أصبحت 28 لائحة بعد انضمام دافيد ليفي وحزبه ( غيشر ) إلى حزب الليكود ـ ومن هذه اللوائح 13 لائحة تعود لأحزاب جديدة ، ومن بينها أحزاب غريبة الأهداف مثل حزب " حقوق الأزواج " الذي يدافع عن حق الزوج في الأسرة ، وحزب " الورقة الخضراء " الذي يطالب بإضفاء الشرعية على استهلاك حشيشه الماريجوانا.* * خاصة بما يتعلق بحزب شينوي الذي تعطيه بعض الاستطلاعات من 15 – 17 مقعد.ـ انتهى

ـالملحق الثقافي الاسبوعي لصحيفة المستقبل25\1\2003م



حسن عبد العال-كاتب فلسطيني مقيم في سوريا





موبايل:00963944094429

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق