السبت، 23 مايو 2009

الحرب على العراق تكمل الحرب على آسيا اوسطى:حسن عبد العال








الحرب على العراق تكمل الحرب على آسيا الوسطى



حسن عبد العال



23-5-2009م



ميشيل راتنر وجيني غرين وبربارة اولشانسكي ناشطون في مركز الحقوق الدستورية، الاول يشغل منصب رئيس مركز الحقوق الدستورية، والثانية عضو الادعاء العام في المركز المذكور، والثالثة تشغل منصب المدير القانوني المساعد.الكتاب الصادر باسم مؤلفيه وباسم المركز الذي ينشطون من خلاله، هو بيان اميركي ضد الحرب على العراق، وبالتالي هو بيان صريح ضد اندفاع الولايات المتحدة نحو حرب عدوانية مدمرة لا سند لها سوى جملة ادعاءات وحجج واهية لا تمت الى الواقع بصلة.ما الذي يدفع الولايات المتحدة في نزوعها نحو الحرب على العراق الى اختلاق الاكاذيب وخرق القانون الدولي. ما الذي يدفع بالولايات المتحدة الى شن حرب على العراق من غير تفويض من الامم المتحدة، لا بل وضد ارادة المجموعة الدولية: انه الاقتصاد والمصالح السياسية والاستراتيجية البعيدة الامد. انه ببساطة المخزون العراقي للطاقة الذي يشكل ثاني اكبر احتياطي نفطي في العالم، والهيمنة المباشرة على الشرق الأوسط الذي يمتلك، اضافة لموقعه الاستراتيجي المميز، ميزة كونه اكبر مصدر للنفط في العالم. انه طموح القوة العظمى (أميركا) لاعادة رسم وتشكيل خارطة العالم بالطريقة التي تضمن لها الهيمنة الكونية للسنوات القادمة. فبحسب الكتاب الصادر عن مركز الحقوق الدستورية فان الحرب الاميركية على العراق ليست حربا استباقية او ضربة وقائية، اذ لا يوجد اصلا ما ينبغي استباقه والوقاية منه، انها حرب قائمة على افتراضات مزعومة وواهية دفعت بالمحللين في الولايات المتحدة وغيرها الى وضع تخمينات وسيناريوهات كثيرة حول السبب الرئيسي الكامن من وراء اندفاع الادارة الاميركية نحو حربها على العراق. ومن هذه التخمينات والسيناريوهات العديدة التي طرحها المحللون، يذهب مركز الحقوق الدستورية الى تفنيد وانكار العديد منها (بدعوى انها قاصرة وغير مقنعة في تناولها لدوافع وأسباب الادارة الاميركية الحالية في نهجها الذي يستهدف العراق) لمصلحة تصور المركز الذي يستبعد اقدام ادارة بوش الثاني بالحرب على العراق لأسباب تتعلق بالانتخابات المقبلة، او لتغطية فشلها في القضاء على حركة بن لادن، او بدعاوى تتعلق بالتزام ادارة بوش الثاني باستكمال ما بدأه بوش الاول على الجبهة العراقية، لان التعليلات التي تلامس الحقيقة بحسب التصور الصائب للمركز المذكور تكمن في مكان آخر يتجاوز في حقيقة الامر كل التعليلات الجزئية التي عجزت عن اعطاء تفسير حقيقي للمسألة برمتها. فالولايات المتحدة التي اعلنت انتصارها في الحرب الباردة تريد على المستوى الدولي ان تقطف ثمار هذا الانتصار بالطرق التي تضمن تفردها وبسط هيمنتها العالمية، ومنها السعي الى اعادة رسم وتشكيل خارطة العالم لتتناسب مع مصالحها وطموحاتها الاستراتيجية التي عبر عنها البنتاغون منذ بداية تسعينات القرن المنصرم من خلال وثيقة (دليل التخطيط الدفاعي) ـ اي وثيقة "تشيني ـ وولفوفيتز" ـ التي اصبحت الخطة المعتمدة ودليل العمل لادارة بوش الثاني التي يشغل فيها فريق تشيني ووولفوفيتز ورامسفيلد مركز اصحاب القرار على صعيد اعادة صياغة السياسة الخارجية للولايات المتحدة وفق الخطط المرسومة لبسط تفرد اميركا وفرض هيمنتها على الساحة الدولية قاطبة. وبحسب المركز المذكور فان ما تم انجازه حتى الان هو مجرد تحقق هدف من جملة اهداف على طريق التفرد والهيمنة الاميركية على العالم. فحرب العراق هي حلقة ثانية مكملة لما سبق وحققته الولايات المتحدة من احكام سيطرة على اسيا الوسطى وعلى نفطها خلال حرب افغانستان. والهدف القريب منها اضعاف نفوذ أوبك (OPEC) وضمان موقع القوة في مواجهة حلفاء اميركا القدامى في اوروبا، وضمان موقع القوة في مواجهة كل من روسيا والصين، لان اميركا وقتها لن تكون في موقع اعتى قوة عسكرية في العالم فحسب، وانما المسيطرة على اهم مورد من موارد الطاقة التي يحتاجها العالم.



الكتاب: ضد الحرب في العراق



الكاتب: ميشيل راتنر، جيني غرين، برباره اولشانسكي



الناشر: دار الفكر، دمشق 2003




المستقبل - الاربعاء 31 كانون الأول 2003 - العدد 1487 - رأي و فكر - صفحة 19



حسن عبد العال



باحث فلسطيني مقيم في سوريا





موبايل:00963944094429

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق